جاء في معجم المعاني الجامع أن الفَارسُ هو الماهر في ركوب الخيل. والجمع: فَوَارسُ، وفُرْسَان. والفُرسان هم المحاربون على ظهور الخيل.
ويُضربُ المثلُ للدلالة على العِلم بالأمر أو معرفة أقدار الناس. ومعنى المثل أن الخيل حين تُختبر فإنها تعرف فرسانها المَهَرةَ من سواهم، من الأدعياء الذين لا يحسنون الفروسية، إذ تعرف الخيل فرسانها من أكفالهم وهم يمتطونها.
قال أبو عبيد الثقفي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعني أنها قد اختبرت ركابها فهي تعرف الكفل من غيره. ومعنى المثل استعن بمن يعرف الأمر.
وفرسان الخيل هم من يجيدون الفروسية، التي لها شأن عظيم عند العرب. فقد جاء في كتاب “الفروسية” لابن القيم أن سبق الخيل هو أصل الفروسية وقاعدتها، لأن ركوب الخيل الحاجة إليه من أول ما يخرج إلى القتال إلى أن يرجع. والركوب يعلم الفارس والفرس معا، فهو يؤثر القوة في المركوب وراكبه. وذكر ابن القيم إن الفروسية أربعة أنواع؛ أحدها ركوب الخيل والكر والفر بها، والثاني الرمي بالقوس، والثالث المطاعنة بالرماح، والرابع المداورة بالسيوف. فمن استكملها استكمل الفروسية. وصار أهلا أن تعرفه الخيل حين يعتلي صهواتها.
قال ابن حمديس الصقلي: (شاعر عربي ولد ونشأ في صقلية)
ومنقطع بالسبق من كل حلبةٍ … فتحسبه يجري إلى الرهن مفردا
كأن له في أذنه مقلةٌ يرى … بها اليوم أشخاصاً تمر بهم غدا
أقيد بالسبق الأوابد حوله … ولو مر في آثارهن مقيدا
وقال أبو الطيب المتنبي:
وأدبها طول القتال فطرفه … يشير إليها من بعيد فتفهم
تجاوبه فعلاً وما يعرف الوحى … ويسمعها لحظاً وما يتكلم