حث الإسلام على تأديب الخيل، ومن الأفضل أن يبدأ هذا التأديب منذ الصغر، حتى تعتاد الخيل على سماع التوجيهات ومن ثم تنفيذها، وبالتالي عدم الوقوع في أي سلوك شاذ. لكن؛ إن وقع ما لا نحب، وأتت الرياح بما لا نشتهي .. فلا بد من الصبر على المكروه، ومن ثم تدبر الأمور .. في جزئنا الأخير هذا، سنسرد بعض الاقتراحات والنصائح، لعلها تكون بمثابة مركب نجاة، يجنب كثيرا من خيلنا من الغرق في بحر السلوك الشاذ..
- فلنستفتح بما هو سهل وضروري ومتاح، وهو إبقاء الخيول فى المراعى والمزارع لفترات طويلة بقدر الإمكان للاحتكاك والتعايش مع بعضها البعض، وحتى تنعم بحياة طبيعية، لا صخب فيها ولا ضوضاء، تعينها على العيش بسلوكها الطبيعي.
- بما أن الغذاء أمر دوري ويومي؛ فلنتخير منه ما ينفع خيلنا، خاصة الغذاء الغني بالأعلاف، فهو مهم جدا في هذه الأوقات.
- فيما يتعلق بالأمهار؛ فإن فــطامها يجب ان يتم بشكل علمى سليم، حيث توجد طرق مختلفة للفطام من أهمها؛ فصل المهر عن أمه بمفرده، أو فصل المهر عن أمه مع مجموعه أخرى من الأمهار. فصل الفرس بمفردها، بينما يبقى المهر مع اقرانه بامهاتهم، وتفصل الأفراس الاخرى. أو توضع الأفراس والأمهار فى أماكن متجاورة لمدة اسبوع، ثم يتبعه فصل تدريجى للأمهات، او الفطام التدريجى، حيث يتم زيادة تدريجية فى فترة عزل الأفراس عن الأمهار.
- بالنسبة للتزاوج؛ فيجب الانتباه أن يتم بصورة طبيعية فى المراعي، أو ترسل الافراس للذكور فى الاسطبلات.
- بعض الخيول توضع في مساكن فردية، في هذه الحالة يجب التأكد من أنها ترى بعضها البعض، حتى يتاح لها فرصة الاحتكاك وشم رائحة بعضها، لضمان استمرار الروابط الاجتماعية، وحتى لا يؤثر على السلوكيات في المستقبل. ويتم ذلك من خلال تقصير ارتفاع الحواجز التى تفصل بينهما. وهذا بدوره يؤدى الى تفادى حدوث السلوك العدوانى من الذكر تجاه الانثى اثناء فترة التزاوج.
- هناك أمر ضروري يجب مراعاته، وهو عدم التدخل اثناء الولادة بقدر الإمكان، وكذلك بعد الولادة، إلا فى الحالات الاضطرارية، حتى تعطى الفرصة لتكوين رابطة الأمومة بين الأم ووليدها.
- عدم الإسراع فى الحكم على الخيل أثناء التدريب، وإعطائها الوقت الكافى للاستيعاب. مع الاهتمام الشديد بأمر التدريب وعـــــدم الإقلال من أهميته مهما كانت استجابة الحصان للتوجيهات.
- هى لوحة ربانية بديعة .. أتقن الخالق صنعها، وأعجب البشر بها، تفاصيلها؛ زمرة متجانسة من الجياد والأفراس والأمهار، بسلوكها الجيد، وتواصلها الفريد، وفطرتها السليمة، لم يشذ منها واحد .. أدى راعيها دوره كاملا، فأدت أدوارها من دون نقصان .. فيا خيل الله افرحي.
الرابط المختصر لهذا المقال: https://alassalah.com/NXNS7