نعلم أن جوادنا أصيل، وندري أنه جميل، ونثق في امكاناته، ونعتز به. لكن لا يعني ذلك أننا لن نحرك ساكناً عندما تتلقى آذاننا هذه الكلمات من أناس ليسوا منا، زاروا أرضنا فرأوا خيلنا وأعجبوا بها .. إن كلماتهم تزيدنا حباً (لخيرنا)!. كاتبنا هذه المرة هو رسام ومؤلف ومحكم معاصر للخيول العربية، يدعى “بيتر ابيتون”، ففي بحثه المترجم إلى اللغة العربية والمعنون بـ(الحصان العربي الممتاز)؛ تناول بيتر جوانباً من روائع الجواد العربي الأصيل، كان جديراً بأن يتربع جزءٌ منها؛ على بعضٍ من صفحاتنا..
حصان عظيم ذو جمال رائع أخاذ، كامل الصفات، وهو نشيط وذو قوة وكبرياء وأناقة لا تضاهي، وهو باختصار عمل فني في الفروسية يستحق الإعجاب. ولعل من سماته المميزة رأسه الرائع الجميل ومحمل الذنب العالي، فبدون هاتين الصفتين المميزتين إضافة لشكله الجميل؛ سوف يفقد هويته. الشكل والبنية الجيدة يعدان عاملين أساسيين في الحصان العربي حيث لا يغني وجود أحدهما دون الآخر، أما الحضور والجاذبية فهي شيء آخر؛ فروعة الحضور هي سمة سائدة في كل الخيول العربية ذات المراتب العالية.
الحصان العربي كريم ولطيف وودود طبعه مفعم بالحيوية يتمتع بذكاء كبير، ويعزي ذلك غالباً لتاريخه الطويل، ولكونه الرفيق الحميم للإنسان في الحرب والسلم. والفحول في خيل العرب مندفعة نشيطة ومطيعة لفارسها وتفيض بالنبل والنباهة، كما تشتهر هذه السلالة من الخيل ببنيتها السليمة وشجاعتها وقوة تحملها العظيمة.
إن نقاء التوالد في الخيول العربية بين القبائل العربية في البادية كان محققاً نتيجة لانعزالهم في البادية. وقد أتاح الغزو الفرصة لاكتساب خيول شهيرة، ومن ثم الحصول على خيول دماؤها نقية، كما أن القبائل التي كانت تملك خيولاً جيدة كانت مستعدة لنقل خيولها إلى مسافات بعيدة لتلقح من فحل أصيل من قبيلة أخرى.
الغطاء الطبيعي للحصان العربي حريري، بمعنى أنه ناعم جداً لدرجة أن الشرايين وعلامات الجلد تظهر من خلاله، ويقل الشعر حول العينين بحيث يطغى لون الجلد في المكان مضفياً لوناً كلون الكحيل. والجلد صاف مخملي الملمس، لونه غامق باستثناء بعض العلامات البيضاء، ورقة الجلد في الرقبة تمكن من رؤية الشرايين الدموية، وشعر العرف والذيل ناعم جداً، ليس كثاً بل بطول طبيعي.
ليس هناك حدود للإرتفاع عند الخيل العربية، ولكن بشكل عام فهي تتراوح بين 14,2 إلى 15,2 قبضة، مع وجود كثير من الخيول تكون أكبر أو أصغر مما ذكر. وعلينا أن نتوقع فقدان الشكل النموذجي للجواد العربي عندما يأتي الارتفاع في المقام الأول عند تحكيم الحصان، والخيل العربية هي من خيول الركوب الرائعة، وعلى الرغم من أنه قد يقال بأن نقص حجم الجواد العربي هو عامل يحد من إمكانية ركوبها؛ إلا إنها في الواقع يمكن أن يمتطيها الصغير والكبير بسبب التوازن الطبيعي، والبنية الجيدة، والحركة المتناغمة الموزونة.
يبلغ معدل وزن الحصان العربي ما بين 850 إلى 1000 ليبرة. أما عن قوة الحصان العربي المتعلقة بحجمه؛ فهو قوي جداً، فعلى سبيل المثال نذكر الحصان (مدين) المولود عام 1869م في نجد، والذي صدر إلى الهند فيما بعد، فقد كان يفوز بالسباقات وهو بعمر السنتين فوق الأرض المنبسطة، واستمر فوزه إلى أن بلغ عمره العشرين عاماً!.
الحركة عند الجواد العربي حركة حرة ومعبرة ومتوازنة، وهي طبيعية، حيث يتحرك بخفة وسهولة فوق الأرض، وهذا يتطلب مرونة فائقة في كل مفاصل الجسم، ولا تعرف فيه الحركة الرتيبة الجامدة. فالأرجل الأمامية تتحرك بحرية حيث لا يعيقها الكتف عن ذلك، وحركة الركبة تسمح بخطوة طويلة تتماشى مع الحركة التي تتولد من أعالي الكتف.
شاربات الريح .. بعيون الرحالة – الجزء الأول
شاربات الريح .. بعيون الرحالة – الجزء الثاني
فعلا خيولنا االعربية تستحق منا هذا اﻻهتمام حيث خصها الله بالذكر في القران وجعلها محببة الى نفس اﻻنسان اه لكم حلمت بتملك فرس وتعقيبا على كﻻمك لقد كنت يوما ما اعمل في مصنع للطوب وكان معظم زبائني من مﻻك اسطبﻻت الخيل فقلت ﻻحدهم ممتزحا اياه هل انت مجنون تنفق على الخيل كل هذه المبالغ فطلب مني الحضور الى مزرعته والركوب على فرس عنده وبالفعل ركبت على ذالك الفرس ومنذ ذلك اليوم الى اليوم ادمنت على حب الخيول وبالفعل عرفت لماذا ينفق صديقي على الخيا كل هذه المبالغ
شكرا اخي فادي على التعليق، وصدقت فإن الخيل محببة إلى النفوس وبخاصة عند العرب، حتى انهم كانوا يهنئون بعضهم بعضا اذا ولدت الفرس! لذلك فمن الطبيعي ان تكتشف في نفسك هذا الحب لخيلنا العربية الاصيلة. وقد ذكرت الخيل في كثير من ايات القرآن الكريم وفي الاحاديث النبوية وفي الادب العربي قديمه وحديثه، مما يدل على انها غالية؛ بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان.
مجددا لك شكري وتقديري