بقلم. محمد بن زيد ابونصيه
منذ بداية الطفرة في تربية الخيل العربية وخيل الجمال على وجه الخصوص في المملكة العربية السعودية، بدأت عقدة الأجنبي صاحب العيون الزرقاء والشعر الأشقر تلاحق هذا النشاط العربي المتأصل. فتجد المربين والملاك يتسابقون على التعاقد مع العارضين الأجانب لأسباب عديدة و مختلفة ليس المجال هنا لذكرها. أما العارض المواطن الذي يملك الطموح فلم يتمكن إلا من اقتطاع حصة صغيرة من هذا الأشقر، وقس على ذلك العديد من الخدمات الأخرى التي ابدع فيها عدد من شبابنا العرب مثل التصوير والتدريب والإعلام وكذلك حديثاً التحكيم!.
عقدة الأجنبي حلت أيضاً في موضع آخر وبطريقة مختلفة عندما نعلم أن التسميات الغربية واستخدام الحروف الانجليزية كرموز يتم استخدامها للدلالة على أن المربط أو المربي أجنبي.
المفارقة في الأمر أن الخيل العربية في البلاد الغربية قد استحوذت على اهتمام كبير فتم تأليف كتب و مراجع في معاني ودلالات الأسماء العربية وترجمتها إلى الانجليزية حتى يتم ربط الجواد باسم ذي مدلولات عربية وهو ما يساعد على الحفاظ على هويته العربية. ومن هذه الكتب Authentic Arabian Horse Name و Arabic Names and the Bedouin Naming of Arabian Horses .
لكننا اليوم وبكل أسف نلحظ أن بعض المربين يطلقون على خيولهم أسماء أجنبية متجاهلين المخزون العربي الزاخر بالأسماء الجميلة في ألفاظها ومعانيها، خاصة وأن المكتبة العربية تزخر بالعديد من الكتب التي تختص بالخيل العربية وأسمائها مثل (معجم أسماء خيل العرب وفرسانها) وأيضا (قاموس الخيل في لسان العرب) وغيرها من الكتب.
لهذا يكون مثار الاستغراب في أن العرب أبناء الجزيرة العربية موطن الخيل العربية الأصيلة يقومون بتسمية خيلهم بأسماء أجنبية أو يستخدمون رموزاً أجنبية لمرابطهم، فيما الغرب يهتم بتأصيل معاني ودلالات الأسماء العربية للخيل الأصيلة.
آمل أن نعود إلى لغتنا الثرية بالأسماء التي تحمل أجمل الصفات والدلالات وترسيخها للأجيال القادمة.