في العالم القديم
خيول الحرب كانت موضوعات رسم شائعة في مصر القديمة وبلاد الرافدين, وكانت تمتاز بالوجوه المقعرة والذيول المرفوعة. وتظهر في الرسومات عادة تجر المركبات الحربية أو تستخدم في الصيد. الخيول ذات السمات الشرقية ظهرت في الأعمال الفنية شمالا كما في حضارة الإغريق والإمبراطورية الرومانية. رغم ذلك لم يظهر اسم الحصان العربي في الشرق الأدنى القديم إلا مؤخرا. (أول ظهور لمسمى الحصان العربي كان في بلاد فارس حوالي 500 عام قبل الميلاد. هذه الأحصنة شبه العربية تشارك الحصان العربي المعاصر في العديد من السمات منها: السرعة, الاحتمال والجلد, والدماثة. مثال ذلك, تم الكشف عن هيكل حصان في سيناء – يعود إلى 1700 عام قبل الميلاد- يعتقد بأنه أقدم دليل على وجود الحصان في مصر القديمة. ربما يكون قد دخل مع الغزاة الهكسوس. لهذا الهيكل رأس دقيق, ومأخذ كبير للعين, وأنف صغير، وهي ذات صفات الحصان العربي.
في التاريخ الإسلامي
بعد الهجرة عام 622م انتشر الحصان العربي في العالم المعروف آنذاك, وأصبحت سلالة معروفة ومنفصلة. وقد لعبت دورا متميزا في تاريخ الشرق الأوسط وتاريخ الإسلام. بحلول عام 630م انتشر الإسلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. عام 711م وصل الفتح الإسلامي أسبانيا, وسيطر المسلمون على أغلب شبه جزيرة أيبيريا عام 720م. كانت خيول الفاتحين أنواع متنوعة من الأجناس الشرقية, منها الحصان البربري والحصان العربي.
انتشر منه الحصان العربي عن طريق آخر هو الدولة العثمانية التي ظهرت عام 1299م. بالرغم من عدم سيطرتها على كامل شبه الجزيرة العربية, إلا أنها امتلكت العديد من الأحصنة العربية من خلال التجارة, والدبلوماسية والحروب. كما شجع العثمانيون مزارع الاستيلاد الخاصة من أجل ضمان امدادات الخيول. الولاة العثمانيون، مثل محمد علي باشا قاموا بتجميع خيول عربية نقية أصيلة. تشير السجلات القديمة إلى مزرعة الناصري, التي أنشأها سلطان مصر المملوكي الناصر محمد بن قلاوون (1290-1342) والذي قام باستجلاب واستيلاد العديد من الخيول العربية في مصر. تشير سجلات إلى عمليات الشراء, كما تصف العديد من هذه الخيول وسماتها. أودعت السجلات في مكتبته والتي أصبحت موضعا للدراسات لاحقا. من خلال العثمانيين, خضعت الخيول العربية للبيع والتجارة, وأحيانا كانت هدايا دبلوماسية للأوربيين ولاحقا للأمريكيين.
في مصر
ظلت مصر تاريخيا لفترات طويلة تستجلب الخيول العربية من صحراء فلسطين والجزيرة العربية عوضا عن كونها مصدرا للخيول النقية الأصيلة. في القرن الثالث عشر قام السلطان الناصر محمد بن قلاوون والسلطان الظاهر برقوق باستيراد العديد من الخيول من الجزيرة العربية. أما محمد علي باشا, فقد أنشأ مزرعة استيلاد في بداية القرن التاسع عشر عن طريق استيراد عدد قليل من أنقى السلالات العربية من شبه الجزيرة العربية وذلك بعد عام 1811. استمر من بعده ابنه إبراهيم باشا ثم حفيده عباس حلمي الأول في الاستيراد والاهتمام بسلالات الخيول العربية الأصيلة. لم يكن إلهامي باشا بن عباس حلمي بنفس الاهتمام بالخيول العربية وقام ببيعها, وقام علي باشا شريف بشراء معظمها والاهتمام بها, وبلغ عددها عند وفاته 400 وقد بيعت بمزاد علني. كان معظم مربى الخيول المصريين من العائلة المالكة مثل الخديوي عباس حلمي الثاني، الأمير احمد كمال، الأمير محمد على توفيق، الأمير كمال الدين حسين وغيرهم.
محطة الزهراء للخيول العربية
- قسم تربية الحيوان بالجمعية الزراعية الملكية بدء في تربية الخيول العربية الأصيلة عام 1908 بتكليف رسمي. وقام بانتقاء أفضل الخيول المنحدرة من خيول عباس باشا الأول وذلك من الخديوي عباس باشا حلمي الثاني والأمير محمد علي توفيق والليدي آن بلنت وابنتها ليدى ونترورث. وقد جمعت هذه الخيول في مزرعة بهتيم.
- لتهيئة بيئة أشبه ما تكون بالطبيعية قامت الجمعية بشراء 60 فدانا بصحراء عين شمس شرقي القاهرة عام 1928. وسميت المزرعة بمحطة الزهراء.
- عام 1952 تم تحويل اسم الجمعية الزراعية الملكية إلى الهيئة الزراعية المصرية.
الوصول إلى أوروبا
يرجح أن أول وصول للحصان العربي إلى أوروبا كان بطريق غير مباشر من خلال أسبانيا وفرنسا. طريق آخر لوصول الحصان العربي إلى أوروبا من خلال المحاربين العائدين من الحملات الصليبية التي بدأت 1095, خلال هذه الحملات وصلت الجيوش الأوروبية إلى صحراء فلسطين وعاد الكثير من الفرسان بالخيول العربية التي حصلوا عليها من غنائم الحرب. بنهاية عصر الفرسان وخيول الحرب الثقيلة المدرعة, استخدم الحصان العربي وأنساله لتكوين سلاح فرسان خيوله أسرع, وأكثر رشاقة, وذات دروع خفيفة، واستمر هكذا الحال حتى القرن العشرين.
مصدر مهم آخر لوصول الحصان العربي إلى أوروبا حدث عندما أرسلت الدولة العثمانية 300000 فارس إلى المجر عام 1522. العديد من الفرسان الأتراك كانوا يمتطون خيولا عربية أصيلة. عام 1529 م وصل العثمانيون إلى فيينا, وهناك استطاعت الجيوش البولندية والمجرية إيقافهم وأسرت هذه الجيوش الخيول من الفرسان المهزومين. بعض هذه الخيول قدمت إلى المزارع الأساسية في شرق أوروبا كمصدر للخيول العربية الأصيلة.
برنامجي الاستيلاد البولندي والروسي
مع تزايد أهمية سلاح الفرسان خفيف الحركة, امتازت الجيوش التي تملك خيولا عربية عن غيرها من الجيوش لما تملكه هذه الخيول ذات الدماء العربية من خفة حركة وقدرة على التحمل. لذلك قام العديد من الملوك بدعم مزارع الاستيلاد الضخمة التي توفر الخيول العربية للسلالات المحلية. أحد هذه الأمثلة, المزرعة الملكية في كنيزسنا, بولندا في عهد الملك زيجمونت الثاني أغسطس, والمثال الثاني هو المزرعة الملكية الروسية لإمبراطور روسيا بطرس الأكبر.
امتلك مربو الخيول العربية الأوربيون خيولا أخرى مباشرة من الصحراء أو من خلال المتاجرة مع العثمانيين. في روسيا, امتلك الكونت أليكسي أورلوف العديد من الخيول العربية, بما فيها الفحل سماتنكا والد الحصان أورلوف تروتر أسرع الخيول في أوروبا ذلك الحين. زرد أورلوف الإمبراطورة كاثرين الكبرى بخيول عربية, وامتلكت الإمبراطورة 12 فحلا أصيلا و 10 فرسات عام 1772 م. لاحقا, وبزيادة الحاجة إلى استيلاد خيول عربية, قام اثنان من العائلة الملكية الروسية – الكونت ستروجانوف والبرنس ششرباتوف – بإنشاء مزرعة استيلاد عام 1889.
في بولندا, تم استيراد الخيول من المنطقة العربية بما في ذلك خيول الأمير هيرونيموس شانكوزيسكو (1743-1812) منشئ المزرعة سلاووتا. أول مزرعة خيول عربية تديرها الدولة تم انشائها بمرسوم من الامبراطور الروسي ألكسندر الأول عام 1817, تحت اسم جانوف بودلاسكي في القرية التي تحمل نفس الاسم. بحلول عام 1850, وصلت المزارع الكبرى في بولندا إلى مرحلة الرسوخ.
وسط وشرق أوروبا
شهد القرن الثامن عشر الميلادي إنشاء معظم مزارع الخيول العربية الكبرى في أوروبا, المتخصصة في المحافظة على نقاء الخيول العربية. أنشأ البروسيون المزرعة الملكية عام 1732, كان الغرض الأولى لإنشائها هو تزويد الاسطبلات الملكية بالخيول العربية, لكن سرعان ما تم إنشاء العديد من المزارع الأخرى التي تخدم أغراضا أخرى, منها تزويد الجيش البروسي بالخيول العربية. برامج الاستيلاد هذه بدأت من خلال عمليات تهجين بين الحصان العربي والخيول المحلية. بحلول عام 1873 شعر المراقبون الإنجليز تفوق مطايا سلاح الفرسان البروسي من حيث التحمل مقارنة بمطايا الإنجليز. نسب المراقبون الإنجليز هذا التفوق إلى الأسلاف العربية للخيول.
مزارع حكومية أخرى تشمل مزرعة بابلونا في المجر, التي جرى إنشائها عام 1789, ومزرعة فيل في ألمانيا (حاليا اسمها فيل-مارباخ أو مزرعة مارباخ) التي أنشأها الملك وليم الأول ملك فيتيمبرك عام 1817. الملك الإنجليزي جيمس الأول ملك إنجلترا استورد أول فحل عربي إلى انجلتار عام 1616. كما أدخلت الخيول العربية في السباق الأوروبي لتربية الخيول, خاصة في إنجلترا من خلال الثلاثة خيول دارلي أرابيان, بيرلي تورك, جودولفين أرابيان والثلاثة فحول هم أساس سلالة ثوروبريد الحديثة. ملوك آخرين امتلكوا خيولا عربية كخيول خاصة في العادة. أحد أشهر الفحول العربية في أوروبا هو مارينجو, وقد كان الحصان الحربي الذي امتطاه نابليون بونابرت.
خلال القرن الثامن عشر الميلادي إزدادت الحاجة إلى الخيول العربية لتحسين السلالات الأوربية المحلية لخيول سلاح الفرسان للجيوش الأوربية, مما أوجد الحاجة إلى زيادة الرحلات إلى الشرق الأوسط. ملكة أسبانيا إيزابيل الثانية أرسلت ممثلين عنها إلى الصحراء العربية لشراء الخيول وبحلول عام 1847 تم إنشاء هيئة تسجيل. خليفة الملكة, الملك ألفونسو الثاني عشر, استورد خيولا أصيلة أخرى من دول أوربية أخرى. بحلول عام 1893 جرى إنشاء المزرعة الحكومية يوجادا ميليتار في قرطبة بأسبانيا لتربية كلا من الخيول العربية والأيبيرية. ظلت الجيوش مشاركة بشدة في عمليات استيراد وتربية الخيول العربية في أسبانيا بشكل جيد حتى بدايات القرن العشرين, ولا تزال مزرعة يوجادا ميليتار موجودة حتى عصرنا هذا.
هذه الفترة شهدت أيضا فترة من السفريات المعتبرة إلى الشرق الأوسط من قبل المواطينين الأوربيين وبشكل طفيف النبلاء, وخلال هذه السفريات, لاحظ عدد من المرتحلين أن الحصان العربي كسلالة نقية أصيلة مهددة بسبب الأشكال الحديثة للحرب, زواج الأقارب, والمشاكل الأخرى تسببت بنقص أعداد الخيول المملوكة للبدو بشكل متسارع. عند نهاية القرن التاسع عشر, بدأ بعيدو النظر بشكل جدى العمل على جمع أفضل الخيول العربية الأصيلة قدر ما أمكنهم من أجل الحفاظ على نقاء وأصالة الحصان العربي للأجيال القادمة. أشهر الأمثلة علي ذلك هي الليدي آن بلنت ابنة آدا لوفلايس وحفيدة البارون بايرون السادس
مزرعة كرابت بارك
لعل أشهر نجاحات عمليات تربية الخيول العربية في أوروبا ترجع إلى مزرعة كرابت بارك بإنجلترا, والتي تم إنشائها عام 1878. البداية كانت عام 1877, عندما قام ويلفريد سكاوين بلنت والليدي آن بلنت بزيارات متعددة إلى الشرق الأوسط, منها زيارات إلى مزرعة علي باشا شريف في مصر والمناطق البدوية في نجد, ومن خلال الزيارات قاما بتجميع أفضل ما وجدا من خيول عربية إلي إنجلترا. الليدي آن قامت بشراء والمحافظة على مزرعة الشيخ عبيد بالقرب من القاهرة, مصر. عند وفاة الليدي آن عام 1917, ابنة أسرة بلنت -جوديث, بارونة وينتوورث- كانت هي وريثة لقب بارونة ونتوورث وورثت أيضا نصيب والدتها من الممتلكات. استحوذت الابنة على باقي مزرعة كرابت بعد معركة قانونية طويلة مع والدها, ويلفورد. ليدي ونتوورث قامت بتوسعة المزرعة, وإضافة خيول أصيلة جديدة, كما قامت بتصدير الخيول العربية إلى العالم. عند وفاتها عام 1957 انتقلت المزرعة إلى مديرها سيسيل كوفي الذي قام بإدارتها حتى عام 1971 حيث تم إنشاء طريق سريع في نطاق المزرعة مما أجبره على بيع المزرعة وتشتيت الخيول.
التواجد في أمريكا
منذ العصر الجليدي لم تصل الخيول إلى البر الأمريكي إلى أن وصل المستكشفون الأسبان – الكونكيستدور. هرنان كورتيس جلب معه 16 حصانا ذوي أصول أندلسية وبربرية وعربية إلى المكسيك عام 1516 م. تبعه آخرون مثل فرانسيسكو فاسكيز دي كورونادو الذي جلب معه 250 حصانا من ذات السلاسلات عام 1540 م. وصلت خيول أخرى في كل وصول للكونكيستدور والمبشرين والمستوطنين. الخيول العديدة التي هربت أو تمت سرقتها أصبحت هي الأباء المؤسسة للحصان الأمريكي الموستانج.
الاستيراد المبكر
المستعمرات الإنجليزية قامت باستيراد خيول عربية إلى الساحل الشرقي. أحد الأمثلة هو ناثانيل هاريسون الذي جلب حصانا عربيا, بربريا, تركيا عام 1747. أحد الخيول الرئيسية التي كان جورج واشنطن يستخدمها أثناء حرب الاستقلال الأمريكية هو حصان رمادي نصف-عربي اسمه “بلوسكن”, مولود من قبل الفحل “رانجر” المعروف أيضا باسم “ليندساي أرابيان”, الذي يقال أنه تم الحصول عليه من سلطان المغرب. كما يرتبط رؤساء آخرون بامتلاكهم لخيول عربية. عام 1840 م أهدى سلطان عمان حصانين عربيين إلى الرئيس الأمريكي مارتن فان بيورين. أما الرئيس يوليسيس جرانت فقد حصل من سلطان تركيا على الحصان العربي “ليوبارد” والحصان البربري “ليندين تري” عام 1877 م. “ليوبارد” هو الحصان الوحيد من الخيول السابق ذكرها الذي خلف سلالة نقية في أمريكا. عام 1888 م استورد “راندولف هنتنغتون” الفرسة العربية “نعومي”, التي زاوج بينها وبين “ليوبارد”, ونتج عن تزاوجهما الحصان “أنازاه” وهو النسل نقي الأصل الوحيد من الفرس “ليوبارد”. “أنازاه” أنجب ثمانية مهور عربية أصيلة, أربعة منهم لايزالون يظهرون في أنسال الخيول إلى اليوم.
“أ.كين ريتشارد” يعرف بأنه أول أمريكي يقوم بتربية الخيول العربية خصيصا. قام ريتشارد برحلتين إلى الصحراء عامي 1853 و 1856 للحصول على سلالات للتربية, والتي قام بتهجينها مع خيول ثوروبريد وأيضا استيلاد وتربية خيول عربية أصيلة. للأسف فإن خيوله قد فقدت أثناء الحرب الأهلية الأمريكية ولا يعرف لها أحفاد صريحة النسب اليوم.
تطور تربية الخيول الأصيلة في أمريكا
عام 1893 م قامت جمعية هميدي باستيراد 45 حصانا عربيا مما يعرف الآن بسوريا خلال المعرض العالمي في شيكاغو. بعض هذه الخيول بقى في الولايات المتحدة وحظى باهتمام المربيين الأمريكيين, والذين سافروا للخارج للحصول على المزيد. بحلول 1908 م تم إنشاء مكتب تسجيل الخيول العربية في أمريكا مسجلا 71 حصانا. عام 1994 م سجل المكتب وصول العدد إلى الرقم نصف مليون. اليوم عدد الخيول العربية المسجلة في شمال أمريكا وحدها يزيد عن العدد الإجمالي المسجل في العالم بأجمعه.
عمليات استيراد كبرى إلى الولايات المتحدة تمت من خلال المربيين أنفسهم مثل “هومر دافنبورت” و”بيتر برادلي” من مزرعة هينهم الذي قام بشراء العديد من الفحول والفرسات مباشرة من البدو عام 1906 م. “سبنسر بوردن” من مزرعة انترلاكن قام أيضا بعمليات استيراد في الفترة ما بين 1898 و 1911 م. أما “دبليو.آر. براون” من مزرعة مينسبرو والذي اهتم بالخيول العربية كخيول لسلاح الفرسان, فقد قام باستيراد العديد من الخيول العربية على مدي عدد من السنوات بدءا من عام 1918 م. موجة استيراد أخرى كانت في فترة عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين عندما قام المربون – أمثال “كيلوج” و”هنري ببسون” و”روجر سلبي” و”جيمس دربر” وآخرون – بالاستيراد من مزرعة كاربوت بارك في إنجلترا ومن بولندا وأسبانيا ومصر كذلك. تربية الخيول العربية حصلت على تعزز من خلال خدمة ركائب الجيش الأمريكي, والتي ساعدت في نشر الخيول العربية الأصيلة من خلال توفير الفحول الأصيلة في مزارع الاستيلاد الحكومية مقابل أسعار زهيدة.
العديد من الخيول العربية – خاصة البولندية المنشأ والتربية- تم الحصول عليها من ألمانيا النازينة وتم تصديرها إلى الولايات المتحدة بنهاية الحرب العالمية الثانية. عمليات استيراد أخرى من مزرعة كاربوت بارك تمت بعد وفاة بارونة ويندوورث. بعد أن خفت توترات الحرب الباردة، العديد من الخيول تم استيرادها من بولندا ومصر. في أواخر سبعينيات القرن العشرين, وبعد حل القضايا السياسية المتعلقة بلوائح الاستيراد وحقوق التسجيل, تم استيراد أعداد كبيرة من الخيول العربية من كل من أسبانيا وروسيا.
التواجد في أستراليا
تم استقدام الخيول العربية إلى أستراليا منذ البدايات الأولى للاستعمار الأوربي لأستراليا. الخيول الأولى التي تم استيرادها كانت عبارة عن خيول عربية أصيلة والخيول الأسبانية الصغيرة “جانيت” من منطقة أندلوسيا. العديد من الخيول العربية تم استقدامها أيضا من الهند. بناءا على السجلات المختصة بوصف الخيول العربية والفارسية, فإن أولى الخيول العربية التي تم استيرادها إلي أستراليا في جماعات كان بين عامي 1788 و 1802 م. عام 1803 م قام التاجر “روبرت كامبل” باستيراد الفحل العربي كستنائي اللون “هيكتور” من الهند. يقال أن هيكتور تعود ملكيته إلى آرثر ويلزلي الذي أصبح لاحقا دوق ولنغتون. عام 1804 م وصل حصانان عربيان آخران من الهند إلى تاسمانيا, أحد هاذان الحصانان هو “وليم الأبيض” أب أول مهر عربي أصيل يولد في أستراليا وهو المهر “ديرونت”.
خلال القرن التاسع عشر الميلادي وصل العديد من الخيول العربية إلى أستراليا. أغلب هذه الخيول استخدمت لإنتاج خيول هجينة ولم تترك أنسال أصيلة تذكر. أولى عمليات الاستيراد المهمة التي تركت أثرا في السجلات والتي لا يزال يظهر أنسال أبناؤها في الخيول العربية المعاصرة ترجع إلى “جيمس بوكوت”, والذي قام عام 1891 باستيراد العديد من الخيول العربية من مزرعة كرابت في إنجلترا من مالكيها وليفريد والليدي آن بلنت. استخدمت الخيول العربية الأصيلة لتحسين خيول السباق وبعضهم أصبح مشهورا جدا على هذا النحو. حوالي 100 (مئة) أب فرس عربي يظهرون في سجلات الخيول الأسترالية (الخاص بخيول السباق ثوروبريد). انضمت القوات المسلحة أيضا في عمليات تربية الخيول من أجل سلاح الفرسان, خاصة في فترة الحرب العالمية الأولى. الخيول العربية أضحت جزءا من الآباء المكونين للعديد من السلالات التي تعتبر أسترالية خالصة, ومنها البوني الأسترالي, وخيول وايلر، وسلالة الخيول الأسترالية.
خلال القرنين العشرين والحادي والعشرين
في بدايات القرن العشرين وصلت خيول عربية أخرى إلى أستراليا, أغلبها من سلالات مزرعة كرابت الإنجليزية. أول الخيول العربية من السلالات البولندية وصل عام 1966 م أما السلالات المصرية فأول ظهور لها يعود لعام 1970 م. الخيول العربية من مختلف بقاع العالم تتالت بعد ذلك إلى أستراليا. اليوم مكتب تسجيل الخيول العربية الأسترالي يعد ثاني أكبر المكاتب عالميا بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
المصدر: ويكيبيديا الموسوعة الحرة