سماها خير الخلق صلى الله عليه وسلم فرسا، فوجب لأم الأمهار والمهرات أن تتباهى باسمها، وتفتخر بمن سماها، ولما لا تفتخر برسول نطق له الجماد، وسبّح عنده الطعام، وسلّم عليه الحجر والشجر، وحنَّ له الجذع، واشتكى له الجمل!!..
فعن أبي هريرة رضي الله عنه (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يسمِّي الأُنثى منَ الخيلِ فرسًا). والفرس في اللغة يطلق على الذكر والأنثى، وتأتي الضمائر في الأحاديث للفرس مذكرة ومؤنثة، ويعرف تذكير الشيء وتأنيثه برجوع الضمائر إليه، أو بالإشارة إليه، وكذلك الفعل الماضي الذي تلحقه تاء التأنيث، وفي القاموس: الفرس مذكر ومؤنث. وفي الحديث دليل على تسمية الأنثى من الخيل فرساً.
وهذا شداد بن معاوية العبسي ينشد في فرسه (جروة) قائلا:
ألا لا تطلبوا فرسي لبيع (فجروة) لا تباع ولا تعار
لنا من ظهرها حصن منيع وفي وثباتها نور ونار
فنفديها إذا جاءت إلينا مع الرعيان تتبعها المهار
وندخرها لأيام الرزايا فتنجينا إذا طلع الغبار
فجروة مهرة في الخيل تسمو كما يسمو على الليل النهار
تطير مع الرياح بغير ريش ولم يلحق لها أبداً غبار
وقال أيضا:
فمن يكُ سائلاً عني فإني و(جروة) كالشجي تحت الوريد
أقوتها بقوتي إن شتونا وألحفها ردائي في الجليد
ومن أقوال العرب:
عليكم بإناث الخيل فإن ظهورها عز وبطونها كنز.
وهذه الرحالة الليدي آن بلنت تثني على فرس قائلة:
“إن الفرس التي امتطيتها في رحلتي حملتني فوق الأقنية المرتفعة بالقرب من نهر الفرات، واجتازتها بطريقة ذكية كأمهر فرس في العالم، وبدون أدنى إعاقة أو تردد، وبقوة تبقى مستعدة لها عند الضرورة”.