نظمت الجمعية القطرية للفنون التشكيلية الأسبوع الماضي، بمقرها الكائن بكتارا، ورشة بعنوان «النسب الصحيحة وجماليات الحصان العربي: دراسة أكاديمية»، قدمها الفنان العراقي علي المعمار على هامش معرضه الموسوم بـ «صهيل في زمن الصمت» برعاية المؤسسة العامة للحي الثقافي.
واستفاد عدد من الفنانين من الورشة، منهم من قطع شوطا كبيرا في مساره الفني، ومنهم من عاد بعد زمن من الانقطاع. وقال الفنان علي المعمار في تصريح صحافي بالمناسبة: إن الورشة تخاطب فئة الشباب من الفنانين، وهي أول ورشة تقام في الخليج العربي، بحكم اطلاعي على كل الأنشطة العلمية الأكاديمية»، مبرزا أن الرسم من الأمور المستحبة، وأنه حاول أن يعرف المستفيدين على الأخطاء التي يمكن أن تقع في اللوحة من خلال فهم طبيعة هذا الكائن (الحصان العربي)، لافتا أن هذا الأمر تَأَتَّى له من خلال دراساته التي امتدت لأزيد من 25 سنة؛ إذ على الذي يتصدى لرسمه أن يعرف جزئيات حياته ومرافقته للإنسان العربي، وأنه عندما يتم تناول الحصان، يعرف الأشياء التي يتجنبها والعيوب التي يمكن التخلص منها ليخرج بصورة جمالية تسر الناظرين. وبخصوص أسلوبه في الورشة، أبرز علي المعمار، أنه يترك للمتعلم حرية العمل بالأسلوب الذي يناسبه للوصول إلى نتيجة فيها جمالية، ويعرف كل الجزئيات وأسماءها، ويوظف كل شيء في مكانه.
وحول جدوى الورشة، بالنسبة للمستفيدين، وما إذا كان يمدهم بكل التقنيات وما راكمه على مدى سنين تعلمه وتجاربه، قال الفنان علي المعمار: «تعلمنا ألا نبخل عن متعلمينا بأية معلومة، ونسعى أن نوصل ما تتلمذنا عليه للمتعلمين، وما اكتسبناه من خبرة»، منوها بأنه خلال جلسة واحدة من أستاذه المتخصص غَيَّرَ الكثير في مساره.
وأشاد الفنان علي المعمار، بما تقوم به الجمعية القطرية للفنون التشكيلية من مجهودات لصالح الفنانين القطريين ومنتسبي الجمعية، وبالنهضة الثقافية والفنية في قطر، مشيراً أن عدة جهات في الدولة تأخذ على عاتقها بناء حركة تشكيلية والكل يسعى لأخذ النوعية والأفضل لتقديمه للناس لبناء ثقافة بصرية عند الجمهور، لافتا أن ما تقوم به المراكز والأندية والجمعيات تصب في هذا الاتجاه، وأن الكل صادق في مسعاه لتقديم كل ما هو جيد للجمهور للارتقاء بالذائقة الفنية عند الناس، وتكوين قاعدة صلبة للواعين الذين يمتلكون عينا صحيحة لتقييم العمل الفني. وأثنى عدد من الفنانين منتسبي الجمعية بما تقوم به الجمعية لصالحهم، وبالمستوى الرفيع للدورة والمشرف عليها علي المعمار، وقال الفنان حسن الحداد بهذا الخصوص: «إن الورشة استفدنا منها العديد من الأمور التقنية الدقيقة التي لا يدركها إلا دارس متعمق»، مشيراً إلى أن الممارسة من شأنها صقل ما تعلمه. وقالت الفنانة منى السادة، التي عادت للجمعية بعد انقطاع طويل: إنها لأول مرة ترسم الخيل بالأصباغ الزيتية؛ إذ ألفت التعامل مع الألوان المائية، واستعملت اللون الأبيض رغم صعوبته، مشيرة إلى أنها استفادت مما قدمه الفنان علي المعمار فيما يخص القياسات والنسب الصحيحة. وذكرت منى، أن رسم الخيل أمر صعب ويحتاج مرانا كبيرا، موضحة أنها تحاول المران على ما تلقته في مرسمها من أجل ترسيخ ما تعلمته.
وأكدت الفنانة فاطمة المناعي حرصها الدائم لحضور الورشات والدورات المتخصصة في الفن الواقعي بصفته المدخل لأي شكل من أشكال فن الرسم، منوة بأنها اكتسبت كماً هائلاً من المعلومات الهامة التي يجب أن يتعرف عليها الفنان الذي يقوم برسم الخيل، ثم يبدع من واقع خياله.
وأبرزت الفنانة سوزان غضنفر أن هذا النوع من الورش التخصصية يتيح للفنانين التعرف على أدق التفاصيل الخاصة بموضوع بعينه، مشيرة إلى أنها لم تكن لديها أية فكرة عن رسم الخيل، بل كانت تمارسه بفطرتها دون دراية لتفاصيل تعرفت عليها من خلال ورشة الفنان علي المعمار.
مصدر: صحيفة العرب القطرية