كتبت هيثر سميث توماس | ترجمة (الأصالة).
على الرغم من أنه يمكن للفرس في بعض الأحيان أن تلد مهرين توأمين صحيحين إلا أن رحمها غير مهيأ لدعم ذلك في وقت واحد.
تعتبر التوائم من الأشياء الغريبة لاسيما في الخيول، وعلى الرغم من أننا سمعنا بقصص خفقت لها القلوب حول حالات خاصة عاش فيها كلا التوأمين، إلا أن الحقيقة هي أن اقل من واحد في كل 100 مهر تصل إلى مثل هذه النتيجة السعيدة. لماذا هذا الشذوذ المأساوي؟ ببساطة يمكن القول أن رحم الفرس غير مهيأ لدعم توأمين في وقت واحد كما يقول الدكتور خوان سامبر، اختصاصي إنجاب الخيول بمنطقة لانغلي بكولمبيا البريطانية.
وهذا هو سبب محاولة مربي الخيول الذين يكونون على دراية لتجنب مثل هذا الوضع بالمرة، وهو أيضا أحد الأسباب العديدة التي تحتم على الأطباء البيطريين اختبار الأفراس بعد مرور 14 يوما عقب التشبية، كما يقول الدكتور احمد تيباري، اختصاصي الطب البيطري وأستاذ التوليد البيطري بشعبة العلوم البيطرية التابعة لجامعة ولاية واشنطن.
لقد قمنا بزيارة سامبر وتيباري لفهم سبب حدوث التوائم ولماذا هي خطيرة، وكيف يمكن للاكتشاف المبكر والتدخل المساعدة في تجنب توأمين في مكان يفترض أنه لواحد، مما يجعل الأمر خطيرا وحتى مميتا.
أسباب حدوث التوائم
في حالات الحمل العادية تنضج جريبات التبويض لدى الفرس داخل مبيض يتم تخصيبه بعد ذلك بالسائل المنوي للفحل. وتحدث معظم التوائم عندما يخصب المني بويضتين من جريبين مختلفين لأن الفرس تكون قد أنتجت بويضتين.
يقول تيباري إن الثرابريد وذوات الدم الحار من السلالات المشهورة بإنتاج البويضات المتعددة، ولذلك تميل إلى أن تحمل توائم على نحو متكرر بخلاف السلالات الأخرى. وتصل نسبة الحمل بالتوائم في سلالة الثروبريد إلى 30% اعتمادا على تاريخ الفرس وعمرها، بينما تكون النسبة في خيول كوارتز على سبيل المثال 15%.
ويقول تيباري أيضا إنه بصرف النظر عن نوع السلالة فإن ازدواجية التبويض تكون مرجحة أكثر في الأفراس غير المرضعة ( أي انه ليس لديها مهور بجانبها) في ذروة موسم الإنتاج. ويضيف: ” إن الفرس التي يكون لها تبويضا مزدوجا في فترة حيال أو دورة شبق واحدة تكون لديها فرصة بنسبة 38% لإنتاج بويضتين في الدورة التالية”. ويمضي بقوله: ” أذكر أنني كنت أتعامل مع ثلاث أفراس ( اثنتان من الثروبريد وواحدة من ذوات الدم الحار) كانت لديها بويضات مزدوجة بنسبة أكثر من 80% في دوراتها الشبقية. ويضيف بأن فرص التبويض المزدوج لإنتاج توائم في حالات الحمل تكون هي الأعلى في الأفراس الشابة عندما تكون في قمة خصوبتها أي في الفترة ما بين سن 6 إلى 8 سنوات.
يقول تيباري: “تبين الدراسات الحديثة على خيول الثروبريد في نيوماركت وكنتاكي أن الأفراس المسنة غير الحوامل هي أكثر عرضة للتبويض المزدوج من الأفراس الشابة المرضعة” ويمضي: “تلعب الجينات الوراثية والتغذية أدوارا مهمة في ما إذا كانت الفرس ستنتج بويضات مزدوجة“.
وإذا كانت الفرس تنتج أكثر من بويضة في جريب التبويض الواحد في كل دورة نزوية يتم الترتيب لتشبيتها، فإنه من المهم مراقبتها عن كثب ” ويضيف سامبر أيضا: ” لعله من المهم أيضا معرفة ما إذا كانت الفرس سوف تنتج البويضات في نفس الوقت أو في بضعة أيام بعد ذلك” و يزيد: “عليكم أن تقرروا متى يتعين عليكم إجراء الاختبار الأولي للحمل. وعندما يحدث إنتاج بويضتين اثنتين في نفس اليوم (وتمت تشبية الفرس)، فمن الأفضل فحص الفرس بعد 14 أو 15 يوما بعد أن تم اكتشاف البويضات، وحينئذ يكون الإجراء بسيطا جدا لتقليص الحمل يدويا من التوأم إلى جنين واحد “.
وأضاف “إذا تم إدراك التوائم قبل 16 يوما، فإن الطريقة الشائعة هي تقليصه يدويا عن طريق الضغط على إحدى الحويصلات الجنينية.”
موضع التوائم
بعد حوالي ستة أيام من الحمل فإن الجنين عديم الحركة نسبيا ينزل إلى الرحم ويصبح أكثر نشاطا في حوالي اليوم التاسع، ويتحرك حول الرحم من أحد الأطراف إلى الطرف الآخر عدة مرات خلال الأيام القليلة المقبلة. هذه الهجرة عبر الرحم هي إشارة للفرس حتى تدرك أنها حامل، مما يثير عددا من العمليات التي من شأنها مساعدتها على المحافظة على الحمل ومنعها من الدخول في دورة شبق مرة أخرى. في حوالي اليوم 16 أو 17 يتوقف الجنين عن الحركة و”يلتصق” في إحدى قواعد قرون الرحم. عندما يكون هناك اثنين من الأجنة، فإن كلاهما يلتصق في نفس القرن وينتقل حوالي 30٪ منها فقط الى قرن مختلف، كما يقول تيباري.
و يوضح تيباري أن ما يملي هذا التجمع أو الانفصال هو حجم الجنين: فالأجنة مختلفة الحجم تميل إلى الالتصاق في نفس القرن، في حين أن الأجنة متماثلة الحجم تميل إلى الالتصاق في القرن المعاكس. “ويرجع ذلك إلى حقيقة أن التصاق أحد الأجنة (عادة الأكبر سنا) يضعف انتقال الآخر، ويميل لإجباره على الالتصاق في نفس القرن“.
يقول سامبر “عندما تلتصق التوائم في نفس القرن، فإن أكثر من 80٪ من حالات الحمل إما أن تجهض أو أنها تكون طبيعية، و الحالة الأخيرة تعني أن ” الجنين الأكبر سنا سوف ينمو ويقضي على الآخر، و أن الأصغر سنا و الأضعف سوف يموت” و خلال الأيام من 30-35 فإن هذه العملية تنتهي.
عندما تلتصق التوائم في قرون متعاكسة داخل الرحم، ففي كثير من الأحيان تعيش الأجنة أكثر من 40 يوما وتجهض بين خمسة وتسعة أشهر من الحمل، أو في حالات نادرة، تعيش فترة طويلة بما فيه الكفاية حتى تولد وتبقى على قيد الحياة.
التعامل مع التوائم
إنها ليست نهاية العالم إذا اكتشف الطبيب البيطري التوائم في وقت مبكر، ولكن تصبح مثل هذه الحالات أكثر تعقيدا كلما طال الانتظار. ويقول تيباري: “إن التوائم الأكثر خطورة (بالنسبة للفرس) هي تلك التي تلتصق في قرون متعاكسة”. فبالإضافة إلى البقاء على قيد الحياة لفترة أطول، مما يؤدي عادة إلى إجهاض في وقت متأخر، فإنها يمكن أن تولد قبل الأوان مع مضاعفات عند الولادة.
يقول الدكتور تيباري: ” إن فحص الأفراس من أجل الحمل والتوائم بعد 14 يوما من عملية الإباضة يصبح أمرا بالغ الأهمية خصوصا إذا كنتم تعرفون أن الفرس تميل إلى الإباضة المزدوجة، أما إذا كنتم لا تعرفون تاريخ الإباضة بالضبط، فإنه يتعين على الطبيب البيطري فحصها بعد 16 يوما بعد آخر تشبية طبيعية بواسطة الفحل.
يقول تيباري:”إذا تم إدراك التوائم قبل 16 يوما، فإن الطريقة الشائعة هي تقليصها يدويا عن طريق الضغط على إحدى الحويصلات (الجنينية)”. ومن خلال أيادي اختصاصي التوليد البيطري من ذوي الخبرة، فإن هذه الطريقة تعطي نسبة نجاح 100٪ تقريبا – و بالتالي المحافظة على أحد الأجنة سليما خاصة في الأفراس التي تقل أعمارها عن 15 عاما.
وفي الدراسة التي أجريت بكنتاكي مؤخرا والتي استطاع الأطباء تقييم جميع التوائم التي استطاع مستشفى رود وريدل للخيول تقليصها، لم يكن لتلك العلميات اليدوية أية آثار سلبية على الحمل، طالما أجريت بشكل صحيح. ويضيف تيباري: ” عن طريق الموجات فوق الصوتية يمكننا مراقبة الرحم أثناء القيام بذلك لنعرف على وجه اليقين أننا قمنا بإزالة أحد الأجنة“.
وبعد مرور 25 يوما، لا يحاول الأطباء عموما الضغط أو تمزيق إحدى الحويصلات، وبدلا من ذلك يحاولون زعزعتها وإبعادها (في هذه الحالة سوف تموت). ويبين تيباري بقوله: “المشكلة في هذه المرحلة من الحمل هي أن الحويصلة تكون أكبر وبها الكثير من السائل، ويعمل إطلاق هذا السائل داخل الرحم على التأثير على نمو الجنين الآخر.
لذلك السبب، تكون الحويصلة في هذه المرحلة وهو أمر جيد أكثر صلابة ومقاومة، لكن ذلك يعني أن الطبيب يجب أن يضغط بشدة ويحاول زعزعة الحويصلة حتى لا تكون قابلة للحياة. ” هذه المعالجة تحدث المزيد من الالتهاب وقد يكون لها تأثير سلبي على الحمل الآخر المستكن”. ” وعند هذه المرحلة، سوف تكون هناك حاجة لعلاجات إضافية لتخفيف الالتهاب ومحاولة الحفاظ على مستويات هرمون البروجسترون وذلك حتى لا يتم فقدان الحمل، فتكلفة المحافظة على الحمل أكبر “.
الطريقة الأخرى التي يمكن للأطباء البيطريين استخدامها إذا كان عمر الحمل 25 إلى حوالي 50 إلى 60 يوما هي من خلال السحب عبر المهبل عن طريق الموجات فوق الصوتية، حيث يضع الممارس مسبارا خاصا للموجات فوق الصوتية داخل مهبل الفرس، ويوجه باليد الأخرى من داخل المستقيم المسبار إلى إحدى الحويصلات” ويمضي تيباري في الشرح: “المؤشر الصلب لمسبار الموجات فوق الصوتية لديه قناة لإبرة طويلة جدا يمكن تحريكها عبر جدار المهبل والرحم إلى داخل تجويف الحويصلة الجنينية لسحبها أو استدراجها للخارج. وتتراوح نسبة نجاح هذه العملية بين 40 إلى 70٪، اعتمادا على وقت إجرائها وموقع الجنين (هل هو في نفس القرن أم في القرن المعاكس للجنين الآخر).
ويضيف بقوله: “يعتمد النجاح على الفرس”. “بعض الأفراس أكثر صعوبة لأن رحمها يكون أكبر ومن الصعوبة تثبيت الإبرة” ويتطلب هذا الإجراء التخدير، وأحيانا الأدوية لاسترخاء المستقيم حتى يمكن تحقيق المعالجة دون إيذاء الفرس “.
الأسلوب الآخر المستخدم هو عندما تكون فترة حمل الفرس ما بين 110-150 يوما حيث يتم القضاء على الجنين باستخدام توجيه عن طريق الموجات فوق الصوتية، مع إبرة عن طريق البطن وليس عن طريق المهبل- وهي عملية أكثر خطورة على الفرس.
يقول تيباري:”هناك دائما خطر على الجنين الآخر. ونسبة نجاح هذه التقنية في هذه المرحلة من الحمل هي 40 إلى 50٪ “. ويضيف: “هناك خطر من نفوق التوأم، أو أن تجرى الطعنة بشكل غير صحيح ويبقى الجنين على قيد الحياة لفترة أطول. في هذه المرحلة المتقدمة، فإن الجنين النافق يصبح مثل المومياء وتنتهي العملية في نهاية المطاف بالحصول على جنين طبيعي وآخر محنط وهو لا يزال صغيرا ملقى في كيس صغير منفصل عن المهر الحي.
هناك طريقة أخرى يستخدمها الأطباء عند فوات الأوان بالنسبة للتقنيات التقليدية: “هذه الطريقة جراحية، وذلك باستخدام شق أحد جانبي الجسم”. ويقول تيباري أيضا: ” يصل الجراح إلى داخل البطن ليعثر على الجنين (من خلال تحسس جدار الرحم) ويمسك بالرأس بين الإبهام والسبابة وعن طريق حركة التأرجح، تقطع الرقبة ويموت الجنين بعد بضعة أيام. ويمكن القيام بذلك في وقت ما بين 60-150 يوما من الحمل مع نسبة نجاح تبلغ 50 الى 60٪ “.
أهمية اختبار الحمل
هناك دائما احتمال ألا يكتشف الطبيب البيطري الجنين الأصغر، وهو الجنين الثاني الأصغر عند فحص الفرس بعد 14 يوما. يقول تيباري: “هناك تبويض مزدوج متزامن (يحدث بفاصل أقل من 24 ساعة) وغير متزامن (يحدث بفاصل أكثر من 24) ويضيف: “في حالة حدوثه خلال فاصل 24 ساعة فإن هناك فرصة جيدة في رؤية الأجنة عند عمر 14 يوما. ولكن في حالة حدوث الإباضة الثانية بعد ثلاثة إلى أربعة أيام، فإن البويضة الثانية لا يزال من الممكن تخصيبها، خاصة إذا كان الفحل خصبا للغاية“.
ولذلك، يجب على الطبيب البيطري إجراء فحص أكثر دقة من مجرد تحديد ما إذا كانت الفرس حامل. ويقول تيباري: “يجب أن يفحص كل ملليمتر من الرحم” ويضيف: “الجنين الثاني قد يكون مخفيا، أو حجمه مختلف، أو في القرن الآخر. وإذا عثرنا على واحد فقط، لا ينبغي لنا أن نوقف الاختبار. نحن بحاجة إلى فحص المبايض والتأكد من عدم وجود بويضتين للفرس”.
أحد الأسباب الأخرى التي تجعل الأطباء البيطريين لا يكتشفون التوائم هو أنه من الصعب رؤية جنينين عندما يكونا قريبين جدا من بعضهما البعض”. والآن مع تقنية الدوبلر ( التي تظهر تدفق الدم) يمكننا تحديد أين يوجد القلب. وإذا رأينا دقات قلبين اثنين فإن ذلك يعني أن هناك توائم.”
المخاطر على الفرس
يقول سامر ” في حين أننا ركزنا أساسا على إنقاذ أحد المهرين التوائم، علينا أن نتذكر أن حياة الفرس أيضا تكون على المحك: فإذا احتفظت بالأجنة، ومن المتوقع أن تلد مهرين، فإن هناك خطر من فقدان جميع الخيول الثلاثة” و يضيف: “إذا كنتم محظوظين، فإن الفرس سوف تلد المهرين دون أية مشكلة، واحدا تلو الآخر ولكن هناك احتمال أن يشتبك المهران أثناء خروجهما من خلال قناة الولادة في نفس الوقت، الأمر الذي يتسبب في عسر ولادة رهيب أو ولادة صعبة“.
يقول سامبر: “إن الفرس التي تلد توائم غالبا ما تبقى المشيمة أو كلا المشيمتين بداخلها فتبدأ سلسلة أحداث أيضية قاتلة. قد ينتهي أمر هذه الأفراس بمرض مينيتيس إذا لم تكن هناك اهتمام كاف”. وعلى الرغم من أن بعض التوائم تبقى على قيد الحياة وبشكل جيد، إلا أن هذا هو الاستثناء ومعظم المربين لا يرغبون في المخاطرة بحياة الفرس إذا كانت لديهم خيارات قليلة.
الخلاصة
إن تشخيص الحمل المبكر خلال فترة 13-15 يوما بعد الإباضة مهم، جنبا إلى جنب مع تقييم المبيض، لتحديد ما إذا كان للفرس تبويض مزدوج ويمكن أن يؤدي إلى توائم. وإذا ما اكتشف الطبيب البيطري الأجنة التوأم، ينبغي أن تناقش معه مختلف خيارات التعامل الملائمة بالنسبة للمرحلة التي يتم فيها اكتشافها.