بقلم: كريستا ليسته–لاسير، ماجستير | ترجمة (الأصالة)
سجلت الخيول في حالة الإيواء الجماعي أدنى درجات حرارة للعين (مما يشير إلى أدنى مستويات التوتر) وكانت أسهل في التعامل معها من الخيول في حالات الإيواء الأخرى.
لقد وصلت إلينا الرسالة الآن: لا تحب الخيول أن تنفصل عن بعضها البعض. وكلما تقدمنا في البحث، وجدنا المزيد والمزيد من الدعم لهذه الفكرة. على سبيل المثال: أكد باحثون بريطانيون أن الخيول تميل إلى إظهار المزيد من علامات الإجهاد الفسيولوجية عند وجودها في الحجيرات الفردية، سواء أحبت تواجدها فيها أم لا.
تقول كيلي يارنيل، الباحثة في جامعة نوتنجهام ترينت، في نوتنغهام، بالمملكة المتحدة: “إن التغيرات الفسيولوجية التي لاحظناها في الخيول التي خضعت للدراسة لا يمكن أن تكون محجوبة عنا بالقدر الذي يستطيعه الحصان في حجب سلوكه (آلية البقاء على قيد الحياة في أنواع الفرائس”. وأضافت قائلة:” للأسف، في الإيواء الأكثر عزلة (الحجيرات الفردية المربعة)، كان نشاط الغدة الكظرية عاليا جدا (والتي يمكن أن تؤدي إلى مستويات عالية من الكورتيزول، و هو “هرمون التوتر“)، إذا أفرز. وإذا توفرت مستويات عالية جدا من الكورتيزول بشكل مزمن أو على أساس متكرر للغاية، فإن هذا يمكن أن يكون ضارا بصحة خيولنا”.
وفي دراستهم، اختبرت كيلي وزملاؤها مستويات الكورتيزول البرازية ودرجة حرارة العين والسلوك أثناء البحث في 16 حصانا خضعت لدراسة جامعية وضعت في أربعة بيئات:
- حجيرات فردية مربعة دون أي اتصال جسدي.
- حجيرات فردية مربعة مع اتصال جسدي محدود.
- حجيرات جماعية تضم رأسين من الخيل معا.
- حظائر جماعية تضم العديد من الخيول معا.
كانت جميع الخيول في استراحة بعد حصص الاختبارات خلال فصل الصيف، وتم الاحتفاظ بها في المراعي قبل بدء التجارب. ومع ذلك، فقد تم تقديمها جميعا إلى كل نوع من أنواع الإيواء (البيئات) قبل بدء الدراسة واعتادوا عليها، لذلك لم يكن هناك شيء جديد عليها. عندما أحضر الباحثون الخيول إلى الاسطبلات للتجربة (حصل كل رأس من الخيل على اختبار لكل حالة من حالات الإيواء لمدة خمسة أيام)، وكانوا حريصين على إحضار جميع الخيول في نفس الوقت تقريبا لذلك أنها لم تتوتر من مجرد الابتعاد من القطيع، وفقا لما ذكرته كيلي.
وقالت إن الخيول أظهرت حتى الآن أعلى مستويات للكورتيزول البرازي عند وجودها في حجيرات فردية مربعة دون أي اتصال جسدي مع خيول أخرى. وعلى الرغم من أنها يمكن أن ترى بعضها البعض من فوق أبواب حظائرها إذا نظرت إلى بعضها البعض في نفس الوقت، وسمعت بعضها البعض، وعلى خلاف ذلك سوف تكون معزولة تماما، كما هو شائع في العديد من الاسطبلات.
وأضافت كيلي، وعلى النقيض من ذلك، كان للخيول في حالة الإيواء الجماعي أدنى درجات حرارة للعين (مما يشير إلى أدنى مستويات التوتر) وكانت أسهل في التعامل معها من الخيول في حالات الإيواء الأخرى.
وقالت، لقد تطورت أنظمة الإسطبلات الفردية جزئيا من خلال مراعاة وسائل الراحة وجزئيا من فهم خاطئ لما هو مريح للخيل. كان الناس، من خلال الأدمية (عزو المشاعر والأفكار البشرية إلى الخيول)، يعتقدون في كثير من الأحيان أن خيولهم ستكون “أكثر سعادة” في حظائرها التي تضم مساحات خاصة بها .في حين أن هذا النوع من الإسطبلات له بعض الفوائد الحقيقية – مثل الحماية من الحيوانات المفترسة أو الإصابات المرتبطة بالنزاع والحماية من سوء الأحوال الجوية – إلا أنه يمكن أن يؤدي أيضا إلى مستويات إجهاد غير صحية.
قالت كيلي: “إذا فكرت في هذا بشكل منطقي، مع الأخذ في الاعتبار تطور الخيول، فينبغي عليك أن تفكر كيف عاشت هذه الحيوانات لملايين السنين، على مناطق مفتوحة وواسعة مع مجال للتجول في فئات اجتماعية، حيث كانت تتناول القليل من الطعام باستمرار كلما انتقلت من مكان إلى آخر، وحيث جبلت وظائف أعضائها على هذه الطريقة من تناول الطعام”. وأضافت قائلة: ” لكن نظام الاسطبلات هو العكس: العزلة ومساحة صغيرة ومحدودية الطعام. ويمكن أن تساهم هذه العيوب كلها في زيادة القلق وتقليل الرفاهية لنوع من الفرائس يوصف بأنه اجتماعي، ويتنقل بحرية. ”
قالت كيلي: “في حين أن العديد من ملاك الخيل سوف يسارعون في إبداء اتفاقهم مع هذا المفهوم، لكن البعض الآخر جادل بأن خيولهم في الواقع تفضل الحجيرات الفردية لكونها في الهواء الطلق مع الخيول الأخرى. وأضافت: “منذ نشر ورقتي العلمية، تلقيت العديد من التعليقات من ملاك الخيل بأن خيلهم ينتظر عند البوابة حتي يتم إدخاله إلى الاسطبل. ولكنها استدركت قائلة: “أعتقد أنه من المرجح أن الخيل ينتظر عند البوابة لتناول عشائه ! ومع ذلك، أوافق على أنه قد تكون هناك استثناءات“.
ولكن، على العموم، حتى لو كانت أنظمة الاسطبلات القائمة على الحجيرات الفردية الحالية ليست مثالية، فليس هناك سبب لتجريم أنفسنا بسبب ذلك، وأضافت: “لا اقول انها تنطوي على قسوة، وأعتقد أن هناك مكانا لإيواء الخيول المنزلية والخيول الرفيقة ولكن ربما ليس لفترات طويلة بسبب الجوانب السلبية.
وفي الختام قالت كيلي “إن توصياتي هي أنه ينبغي على مالكي الخيول ضمان أن لخيولهم الوقت للاختلاط او الاتصال بالخيول الاخرى والتحرك وتناول أعلافها حيثما كان ذلك ممكنا“. وأضافت: “لا أقترح علينا جميعا أن نطلق العنان لخيولنا، ولكن هناك وسيلة تجلب السعادة لها. فمن شأن إتاحة الفرصة للتفاعل الاجتماعي مع أفراد نوعها، وحرية التعبير عن سلوكها الطبيعي أن يحسن من رفاهيتها. وإذا كان هناك نوع من طرق الإيواء المتاحة يسهل ذلك، فأنا أشجع استخدامه “.