يمكن أن يسبب الطقس شديد الحرارة بعض المشكلات على صحة خيلك ، ستحتاج إلى أن تكون على دراية بالمشكلات الصحية التي يمكن أن يجلبها الصيف حتى تتمكن من التعرف عليها مبكرًا واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية خيلك. بالطبع، ستختلف تأثيرات فصل الصيف بحسب المناخات والموقع الجغرافي. لكن هناك الكثير من الظروف المشتركة، والتي سنتحدث عنها في هذا المقال. إليك نظرة سريعة على بعض المشكلات الصحية التي قد تؤثر سلبًا على خيلك في فصل الصيف.
1) عدم القدرة على التعرق
يؤدي الارتفاع الشديد في درجات الحرارة إلى تحفيز الغدة الدرقية، مما يؤثر سلبًا على نظام التنظيم الحراري للخيل. الخيول التي لا تستطيع التعرق ترتفع درجة حرارتها بشكل كبير عند بذلها لأقل مجهود في الطقس الحار.
العلامات: يظل فرو الخيل المصاب بهذه الحالة جافًا بينما تكون جميع الخيول المحيطة به في نفس الظروف متعرقة. قد تظهر عليه أيضًا علامات الإجهاد الحراري لأنه غير قادر على تبريد نفسه. يمكنك اكتشاف هذه الحالة مبكرًا إذا لاحظت أن خيلك يتعرق بشكل أقل من المعتاد، أو أقل من درجة التعرق المتوقعة في درجات الحرارة الحالية.
العلاج: أفضل طريقة للعلاج هي نقل خيلك بشكل دائم إلى مكان أكثر برودة وتجنيبه المناطق شديدة الحرارة. هذه الطريقة يمكن أن تكون نتائجها إيجابية للغاية، وقد يستأنف الخيل التعرق بشكل اعتيادي بعد بضع سنوات. إذا لم تتمكن من نقله إلى مكان آخر، فيجب خلق بيئة محيطة باردة قدر الإمكان عن طريق تشغيل المراوح وتزويده بالمياه خلال أشهر الصيف الحارة.
2) كدمات الحوافر
تظهر كدمات الحافر عندما تتسبب صدمة شديدة القوة في تمزق الأوعية الدموية بداخلها. في فصل الصيف، قد تحدث كدمات الحوافر بشكل شائع بسبب جفافها أو تصلبها، أو الضرب المستمر للخيل بحوافره على الأرض كاستجابة لطرد الذباب الذي غالبًا ما ينتشر في فصل الصيف.
العلامات: ستلاحظ أن الخيل المصاب بكدمات الحوافر يشعر بالألم عند المشي. انتبه إذا بدأ خيلك في المشي بخطوات أقصر، أو كان مترددًا في المشي على الأسطح التي اعتاد اجتيازها سابقًا دون تردد. يمكنك أحيانًا ملاحظة ظهور الكدمات على الحافر، وإذا تشققت كبسولة الحافر ودخلت البكتيريا، يمكن أن تتحول هذه الكدمة إلى خراج، وسيصاب الخيل بالعرج بنسبة كبيرة، وذلك بسبب تراكم الصديد بداخل جدار الحافر الصلب.
العلاج: تجنب تمشية الخيل بسرعة على الأرض الصلبة، فقط المشي البطيء أو الخبب. ولتخليص خيلك من الضيق الذي يسببه له الذباب، تأكد من استخدام وسائل مكافحة الذباب في الاسطبل، وكذلك تزويد خيلك بوسائل مثل العصابات الطاردة أو لفائف الذباب. أيضًا، ومهما كان سبب الكدمات، فقد تساعد أحذية الحافر في حماية قدم الخيل منها.
3) التهاب الملتحمة (العين الوردية)
التهاب الملتحمة هو تورم في الأغشية حول عين الخيل ناتج عن عدوى. تحدث هذه العدوى عندما تغزو البكتيريا الأنسجة الداخلية لهذه المنطقة. أحد أكثر سيناريوهات فصل الصيف شيوعًا، هو تجمع الذباب حول وجه الخيل، وبالتحديد حول عينيه، وذلك لانجذابه للرطوبة فيهما. للتخلص من التهيج الذي يسببه له الذباب، يفرك الخيل عينه على ركبته، أو أي جسم أمامه. نتيجة لذلك، يغادر الذباب، لكنه يترك وراءه بكتيريا يتم حكها بواسطة الخيل في أغشية الجفن الحساسة، وهذا ما يسبب الالتهاب. يمكن أن يتسبب الغبار المنبعث من الرياح أيضًا في حدوث تهيج في أعين الخيول، مما يؤدي إلى التهاب الملتحمة. لحسن الحظ أن التهاب الملتحمة في الخيول ليس معديًا.
العلامات: الخيل المصاب بالتهاب الملتحمة تكون جفونه منتفخة، مع ظهور أغشية وردية اللون تبرز من خلال الجفون. قد تعاني العين المصابة أيضًا من سيلان الدموع. ولمساعدتك على التمييز بين التهاب الملتحمة ومشكلات العين الأخرى مثل التهاب القزحية أو الالتهابات الفطرية، يمكنك فتح جفن العين المصابة، وملاحظة مدى حساسية الخيل للضوء. حيث أن الخيل المصاب بالتهاب الملتحمة لن يكون حساسًا للضوء، لكنه سيكون كذلك إن كان مصابًا بمشكلة أخرى أكثر خطورة.
العلاج: أفضل وسيلة للعلاج هي الوقاية. وأفضل طريقة للوقاية من التهاب الملتحمة هي ارتداء قناع الذباب باستمرار. لن يؤدي ذلك إلى إبعاد الحشرات فحسب، بل سيمنع ذرات الغبار أيضًا من الدخول إلى عيون خيلك. أما إذا أصيب خيلك بالتهاب الملتحمة، فإن العلاج هو مرهم مضاد حيوي موضعي للعين، والذي يمكن أن يصفه الطبيب البيطري.
4) الجفاف
الجفاف هو نقص شديد في السوائل داخل الجسم، وقد يسبب مشكلات صحية خطيرة مثل المغص الانحشاري، ويصبح من المضاعفات لغيره من المشكلات الصحية. يمكن أن يحدث الجفاف في أي وقت من السنة، ولكنه شائع في فصل الصيف عندما يفوق فقدان السوائل من التعرق كمية السوائل التي يتناولها الخيل عن طريق الشرب.
العلامات: سيكون الخيل المصاب بالجفاف خاملًا، وأغشيته المخاطية جافة ولزجة، وعيناه غائرتان. أفضل طريقة للتحقق من إصابة خيلك بالجفاف هي استخدام اختبار قرصة الجلد: اسحب ثنية من الجلد على نقطة الكتف واسحبها بعيدًا عن الخيل. اترك الجلد بعد ذلك وعد الثواني إلى أن يصبح مسطحًا مرة أخرى على الجسم كما كان. في حال كان خيلك طبيعيًا غير مصاب بالجفاف، فسوف يعود الجلد في ثانية واحدة أو ثانيتين لوضعه الطبيعي. وأي مدة أطول من هذه تشير إلى الجفاف. أما التأخير الشديد من ست إلى 10 ثوانٍ فيستدعي منك الاتصال بالطبيب البيطري فورًا.
العلاج: تأكد من توفر المياه العذبة لخيلك في جميع الأوقات. أما إذا كنت تقلق بشأن ما إذا كان خيلك لا يزال لا يشرب ما يكفيه من الماء، فشجعه عن طريق تنكيه مياه الشرب الخاصة به برشة من عصير التفاح، أو قدم له شرائح بطيخ. وإذا قاوم الخيل جميع هذه الطرق رافضًا شرب الماء، فيجب استشارة الطبيب البيطري.
5) الحساسية تجاه الحشرات (الحكة الحلوة)
تعتبر هذه الحالة ردة فعل تحسسية من الخيل تجاه لدغة البراغيش القارضة الصغيرة (الكوليكويدات). يمكن أن يحدث رد الفعل التحسسي هذا في أي مكان على جسم الخيل، ولكنه يظهر بشكل أكثر شيوعًا على البطن ورأس الذيل وعلى الوجه. يصاب الخيل بحكة شديدة في تلك المناطق، مما قد يتسبب في فركها بشدة لدرجة الإضرار بالجلد.
العلامات: الخيل المصاب بالحكة الحلوة تظهر عليه بقع متقشرة وملتهبة وخالية من الشعر على المناطق المصابة. سيقوم أيضًا بخدش تلك المناطق باستمرار، وفركها على السور أو الأرض أو أي جسم آخر يستطيع حك جلده عليه.
العلاج: يجب عليك وقاية الخيل من الحشرات بقدر ما تستطيع. يمكن لمجموعات متنوعة من الملابس الواقية من الحشرات، والتي يلتف بعضها حول البطن بالكامل ورأس الذيل، أن تقطع شوطًا طويلاً في حماية الخيل. أيضًا، تساعد بخاخات الذباب، بالإضافة إلى تعديل جدول نشاط الخيل لإبقائه في الداخل عند الفجر والغسق، وهذا هو الوقت الذي تنشط فيه البراغيش. إذا كان بإمكانه قضاء تلك الساعات في اسطبل بنوافذ وأبواب مغلقة فهذا أفضل. أما إذا لم تساعد هذه التغييرات، فيمكن للأدوية مثل الشامبو والحقن التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات أن تساعد في وقف التفاعل الالتهابي. استشر الطبيب البيطري أولًا قبل استخدامها.
6) الإجهاد الحراري
يمكن أن تتسبب أشهر الصيف الحارة في ارتفاع درجة الحرارة الداخلية لجسم الخيول بسرعة، خاصةً عندما تجهد نفسها. عندما تصل درجة حرارة الخيل إلى 104 درجة فهرنهايت (40 درجة مئوية)، فلا يمكن لنظام التمثيل الغذائي لديه أن يعمل بشكل صحيح. وعند أي درجة حرارة أعلى من ذلك، فسيتوقف عمل الأعضاء ويحدث هبوط في الدورة الدموية، مما قد يؤدي في النهاية إلى الموت.
العلامات: الخيل المصاب بالإجهاد الحراري يتعرق بغزارة عبر كتفيه ورقبته ورجليه وأسفل ساقيه، ويقطر العرق من بطنه. في الحالات القصوى، قد يتوقف عن التعرق بسبب الخلل الكبير في أنظمة جسمه. قد يلهث أيضًا في محاولة لتبديد الحرارة كما يفعل الكلب، أو قد يتنفس بعمق شديد وبسرعة. أيضًا قد يكون مرهقًا أو قد يكون في حالة ذعر.
العلاج: خذ الخيل إلى مكان بارد ومظلل وقم بغمره بالماء البارد ثم كشطه لتسهيل عملية التبخر، وبعد ذلك قدم له الماء. لا ضير في وضع الماء البارد على العضلات الساخنة. في الحالات القصوى، ضع كمادات الثلج على وجهه وحلقه (وهي الأماكن التي يكون الدم فيها قريبًا من السطح ويمكن تبريده بسرعة). إذا لم يتعافى الخيل في غضون بضع دقائق، اتصل بالطبيب البيطري.
7) التحسس الضوئي
على الرغم من أنه من الشائع الخلط بينه وبين حروق الشمس أو الخدوش، قد يكون التحسس الضوئي أكثر خطورة. يحدث التحسس الضوئي الأولي عندما يأكل الخيل نباتًا يحتوي على مركب ضوئي ديناميكي يتفاعل مع الأشعة فوق البنفسجية. عندما تنتشر هذه المركبات في نظام الدم بالقرب من سطح الجلد، يؤدي التفاعل الكيميائي الناتج إلى إتلاف الأنسجة. أما في التحسس الضوئي الثانوي، لا يستطيع كبد الخيل التالف تكسير المستويات الطبيعية للمركبات الديناميكية الضوئية، مما يؤدي إلى نفس التفاعل.
العلامات: يتسبب التحسس الضوئي في ظهور تقرحات في الجلد تؤلم الخيل بشكل كبير للغاية، يتبعها تكوين قشور على سطحه. أيضًا، ستظهر على الجلد الوردي علامات بيضاء لكنها تتلاشى بمرور الوقت.
العلاج: ابدأ بحماية خيلك من أشعة الشمس. إذا تأثر جسده بالكامل، اجعله يقضي أيامه في اسطبل أو سقيفة مظلمة. إذا كانت التقرحات مقتصرة على الأطراف، يمكنك استخدام لفائف واقفة لحمايتهم. أما إذا تأثر وجهه، فاستخدم قناع الذباب الذي يحجب الأشعة فوق البنفسجية بغطاء الأنف.
لا تلمس هذه التقرحات والقشور لأنها ستكون مؤلمة للغاية بالنسبة للخيل، كما أن لمسها قد يعيق عملية التعافي. دعها تنسلخ بشكل طبيعي. أما إذا كان التقرح أو التحسس واسع النطاق أو ظهرت على الخيل علامات الإعياء، فاستشر الطبيب البيطري الذي قد يصف أدوية مضادة للالتهابات أو مسكنات للألم.
بمجرد أن يتعافى خيلك، يجب أن تقضي بعض الوقت في البحث وتحديد سبب حدوث التفاعل التحسسي. تحقق مما إذا كان طعامه يحتوي على النباتات التي تسبب الحساسية للضوء، مثل البرسيم (Trifolium hybridum)، أو الحنطة السوداء (Fagopyrum esculentum)، أو نبتة سانت جون (Hypericum perforatum). اطلب أيضًا من الطبيب البيطري فحص وظائف الكبد في الخيل.
8) حروق الشمس
كما هو الحال مع الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، فإن حروق الشمس في الخيول هي حرق للجلد بسبب التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية. تتم حماية البشرة الداكنة بواسطة صبغة الميلانين، كما يوفر معطف شعر الخيول بعض الحماية أيضًا، ولكن الجلد الوردي مع القليل من غطاء الشعر أو بدون غطاء شعر يكون أكثر عرضة للإصابة.
العلامات: جلد الخيول المصاب بحروق الشمس يكون رقيقًا ومنتفخًا وأحمر اللون. في الحالات القصوى، قد يتشقق الجلد أو ينزف أو يرشح قليلًا من السوائل. من المرجح أن يكون سبب قشور الجلد الشديدة والمؤلمة هو التحسس الضوئي، وهي حالة مرضية مختلفة تتطلب تدابير علاجية مختلفة.
العلاج: حماية المناطق المعرضة للخطر من الجلد من أشعة الشمس. يمكنك القيام بذلك باستخدام أدوات واقية من الشمس، وهي تشمل العديد من أقنعة الذباب وأغطية الأنف أو دهن الجلد الوردي بطبقة سميكة من مرهم أكسيد الزنك. إذا كان حصانك مصابًا بحروق الشمس، عالجها برفق باستخدام كريم مرطب كثيف. أما إذا لم يتحسن حروق الشمس بشكل ملحوظ في غضون أيام قليلة، فيستحسن أن تطلب مساعدة الطبيب البيطري.
كانت هذه أهم المشكلات الصحية وأكثرها شيوعًا، والتي قد تتعرض لها الخيول في فصل الصيف. من المهم اتخاذ التدابير الوقائية الممكنة منذ وقت مبكر لتجنب التعرض لهذه المشكلات. أما إذا تعرض خيلك لأي منها، فيجب أن يتم العلاج في وقت مبكر لمنع تفاقم الحالة.