حققت منظمة الجواد العربي إنجازا تنظيميا كبيرا في أوروبا في تنظيم حدث خاص بالمربين الأوروبيين للخيل العربية الأصيلة في شانتيللي عاصمة الخيل بفرنسا خلال الدورة الثانية من بطولة المربين الأوروبية لجمال الخيل العربية الأصيلة .
والتي أقيمت في المروج الخضراء شانتللي يومي 10- 11 الجاري بمشاركة 138 جوادا عربيا أصيلا من الإنتاج الأوروبي لاثنين وثمانين مربيا يمثلون 40 مربطا من 13 دولة من أوروبا والشرق الأوسط طبقا لأنظمة البطولة التي اشترطت أن تكون الخيل المشاركة عربية أصيلة أوروبية المولد والنشأة، واسفر الإنجاز التنظيمي عن دعوة المسؤولين بمدينة شانتيللي إلى تعاقد يضمن إقامة البطولة سنويا في المدينة، وهو أمر سيتم الكشف عن نتائجه في وقت لاحق.
وجاء التنظيم الناجح من خلال منظمة الجواد العربي بحضور الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز رئيس مجلس الإدارة والأمير عبدالله بن فهد بن عبدالله نائب رئيس الاتحاد السعودي للفروسية مالك مربط المحمدية ،ومحمد التوحيدي المشرف العام لمربط دبي، وعبد العزيز المرازيق المدير التنفيذي للمربط، وعصام عبدالله مدير عام جمعية الإمارات للخيول العربية الأصيلة .
وخصصت منظمة الجواد العربي للبطولة جوائز نقدية تعتبر الأعلى على مستوى البطولات الأوروبية، وأجمع المشاركون والمراقبون ووسائل الإعلام الأوروبية أنها الأفضل بين كل البطولات التي تقام في أوروبا على الإطلاق، وأثنى مسؤولون في المنظمة الدولية للخيل العربية الأصيلة على الجودة العالية للتنظيم الذي وصف بأنه كان مفاجئا ومختلفا بقوة إحكامه لكل التفاصيل المتعلقة بحجم المشاركة ونوعيتها ومستوى التحكيم ورفعة الجوائز والثقة التي نالتها البطولة بين البطولات المخصصة للمربين الأوروبيين.
وأكد محمد التوحيدي: مدير عام مربط دبي للخيول العربية أن البطولة حققت أهدافها والتي تنسجم مع أهداف مربط دبي الذي
يعمل منذ إنشائه على خدمة الخيل العربي، وتفعيل الرؤية الواضحة التي وجه بها فارس العرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، من أجل المحافظة على الخيل العربي وتطويره وتشجيع المربين في كل مكان، ووضع التنظيم العربي بمشاركة مربط دبي بصمة جيدة في عمق أوروبا.
وأضاف: البطولة تعتبر إضافة جيدة لأجندة البطولات الخاصة بالخيل العربية الأصيلة، وتستحق الدعم والمساندة خاصة بعد نجاحها في كافة جوانبها فضلا عن النجاح التنظيمي الذي يحسب لمنظمة الجواد العربي وللمنظم العربي الذي تألق ووضع بصمة جيدة في عمق أوروبا ونال استحسان وثقة الجميع.
أجمع المشاركون أن البطولة كانت الأفضل بين البطولات المخصصة للمربين الأوروبيين مما أكسبها ثقة افتقدها المشاركون حسب تعبيرهم في بطولات أخرى لم يتجاوز فيها عدد الدول المشاركة سبع دول وعدد الخيول الستين رأسا، فضلا عن التدخل في اختيار وتوجيه لجان التحكيم الذي طبع تلك البطولات وتأثيره على مستوى الشفافية المطلوبة، وقال عصام عبدالله مدير البطولة رئيس جمعية الإمارات لمربي الخيول :
كان التحدي كبيرا، ورفضنا أن يقتصر دورنا في البطولة على رعايتها، وهو أمر تكفلت به المرابط العربية الكبرى التي أبانت عن وعي عميق بأهمية تشجيع المربي الأوروبي على عنايته بالخيل العربية الأصيلة، بل اشترطنا خلافا للعادة في أوروبا وبإلحاح أن يتجاوز دورنا إلى تنظيم تلك البطولة لثقتنا في خبراتنا المتراكمة ، وأن يطمئن المربي الأوروبي دون أي تحفظ بوجود جهة محايدة وبما يمثل إضافة إلى حجم المشاركة التي تمت عبر العديد من المربين الذين جاؤوا لمراقبة الحدث عن رغبتهم التامة في المشاركة خلال الدورات المقبلة.
وأضاف : لدينا في منظمة الجواد العربي التي تضم خبرات وكفاءات الوطن العربي من الإمارات والسعودية ومصر والمغرب، خطة استراتيجية واضحة تعزز ما أنجزناه في ظرف وجيز على المستوى العربي، ولدينا وعي بأهمية الاهتمام بالضفة الأخرى حيث يعمل المربي الأوروبي على خدمة الخيل العربية الأصيلة التي تعتبر قضية الجميع.
وأشاد عصام عبدالله بمستوى الرعاية الكبير الذي تعاطت به المرابط العربية مثل مربط دبي للخيول العربية ومربط
المحمدية ومربط عذبة وغيرها، مما يعبر عن وعيها العميق بأهمية ذلك خدمة للخيل العربية، مؤكدا أن المنظمة تلقت ضوءا أخضر من تلك المرابط من أجل الدفع بالبطولة وأهدافها النبيلة إلى الأمام ماديا ومعنويا لمنح المربي الأوروبي ثقة طالما
افتقدها في بعض المنظمين الأوروبيين، ومنحه أفقا للمنافسة الشريفة التي تخدم الخيل العربي بطريق مباشر.
شهدت بطولة شانتيللي أعلى مستويات الشفافية لارتباطها بمنظم محايد تمثل في منظمة الجواد العربي التي حددت رسالتها في مكافأة المربي الأوروبي لاهتمامه بالخيل العربية الأصيلة، واختارت للحدث موقعا رمزيا وتاريخيا في الخيل والفروسية وأضافت رياضة الجمال إلى قائمة الفعاليات السنوية التي تشهدها المنطقة والتي تتميز بسهولة التنقل من كل وجهات السفر في العالم حيث لاتبعد عن العاصمة باريس إلا بمسافة زمنية مدتها 25 دقيقة .
و شكل صقل المشاركة وحجمها إضافة كبرى لمنطقة شانتيللي باعتبارها أبرز وجهة للخيل في فرنسا، والتي تأسست لبناتها الأولى منذ القرن السابع عشر، مما جعل من البطولة محط أنظار المسؤولين في المدينة خاصة وأن المنظم جاء هذه المرة من الوطن العربي ليترجم المستوى الذي وصلته صناعة الخيل ومنها الجانب التنظيمي الذي حسمت منظمة الجواد العربي أمره.
اكد ميشيل ترييل المساعد الأول لعمدة شانتيللي إعجابه بمستوى تنظيم البطولة وقال : أمر هام أن تحتضن شانتيللي في فرنسا تظاهرات كبرى في نبل أهدافها وحسن تنظيمها وإننا ممتنون لمنظمة الجواد العربي على اختيارها مدينتنا ونهنئها على نجاحها ونثمن عاليا دورها الإيجابي والمتميز في خدمة الخيل العربي دون أن تنسى تشجيع المربي الأوروبي ونتمنى أن تصبح البطولة موعدا لا يتوقف.