المقصود بالشليل ذيل الحصان، وتكويره يعني كونه مرتفعا عند منبته، منتصبا في تحركه؛ أي في حال مشي أو هرولة أو عدو الحصان. وتكوير الشليل فن تفرد به الحصان العربي الأصيل، وذلك لنقصان فقرات ذيله، فهي أقل بفقرتين عنه في سائر الخيول. لذلك سميت هذه الكائنات الجميلة بـ(مكورات الشليل)، وقد ورد ذكرها بهذا الوصف كثيرا في حداء البدو.
المراد توضيحه هنا هو رصد وضعية الذنب أو “الشليل” عندما تركض الفرس، فبعض الخيول تترك الشليل خلفها على هيئته، وهي غالبا من الخيول غير العربية، وبعضها ترفعه جزئيا ليصبح مساويا لقطاتها، وذلك لتعطي لأرجلها الخلفية حرية الحركة، وبعضها ترفعه بانحناء تدريجي نحو الأعلى، ولكن دون أن يصبح في وضع عمودي على مستوى جسمها. والبعض الآخر ترفعه منحنيا ليتجاوز الوضع العمودي باستدارة كاملة، أو ناقصة فوق القطاة، وهذه هي الخيل التي يطلق عليها خبراء الخيل في البادية مكورات الشليل. ويمكن القول إن كل الخيل العربية ذات الأصالة العالية تعد من مكورات الشليل.
يعزو خبراء الخيل أن قدرة الخيل العربية على التكوير تتعلق بغياب فقرة من فقرات الظهر، وبقلة الفقرات الذيلية، ونمط ارتباط فقرات الذيل بفقرات العجز. وكل فرس عربية عريقة لها القدرة على التكوير، وكل فرس عربية تكور شليلها هي بالتأكيد تختلف من الخيول الأخرى بالفقرة الناقصة وقلة عدد فقرات الذيل. ولكن هناك قلة من الخيول العربية الاصيلة فقرات عمودها الفقري كاملة، وإذا كورت فتكورها يكون جزئيا. وإذا ما دققنا في الأمر نجد أن سلالة العبيات الأصيلة لها قدرة كبيرة على التكوير، تليها الصقلاويات ثم الكحيلات، والملاحظ أن معظم خيول العبيات تكور سبيبها عند الركض بشكل رائع جداً، وتعرف بهذه الحالة بالعقرب الشيالة، كما نجد بعض القلاويات والعبيات ترفع سبيبها بشكل جيد ولكن أقل من العقرب الشيالة.
عدد فقرات الذيل في الخيول متغير ما بين 18-20 فقرة، وفي الخيول العربية ما بين 14-17 فقرة ذيلية، وهذه الخصوصية الممثلة في نقص عدد فقرات الظهر والذيل تجعل الجواد العربي يحمل ذيله بتقوس وانحناء لطيف بعيدا عن الجسم، وفي حال الجري والمطاردة، فربما يرفع ذيله عموديا أو يثنيه فوق الكفل، بينما تعجز الخيول غير العربية مجاراة الجواد العربي في هذه الخصوصية، والملاحظ أن كثيرا من الخيول التي تعرض اليوم على أنها خيول عربية أصيلة تفتقر إلى محمل نموذجي للذيل!. وفي بعض الحالات نرى الذيل فيها منطبقا بإحكام على القوائم الخلفية، ومع ذلك تعد من الخيول العربية!.
يتموضع حامل الذيل في الجواد العربي عاليا وبشكل طبيعي، وهذه من السمات المميزة لسلالة الخيول العربية، والذيل العالي والكفل الطويل الأفقي يعززان مظهر قوام الفرس، بينما الذيل المنخفض؛ حتى وإن كان مع الكفل الطويل، فسوف يعطي الفرس مظهر الهبوط في الكفل.
من المعروف أن الذيل في الخيل العربية يحمل عاليا في حالتي العدو والمشي، وهذا دليل على تميز هذه السلالة، وهنالك خيلا تعدو بأذيال مستقيمة كأذيال “الأمهار”. وقد تناقلت كتب تراث الخيل، وكتاب عقد الأجياد بالتحديد بأن مجموعة من أصحاب الخيل تسابقوا فوقعت عباءة أحدهم على ذيل فرسه، فلم تزل رافعة ذيلها والعباءة متعلقة به إلى آخر الميدان. ومن الروايات الطريفة التي وجدت في كتاب أصول الخيل العربية الحديثة أن ولد ووالده ترادفا على إحدى الأفراس، وكانت تسمى (حنيف)، وكانا مطاردين من قبل جماعة، فجرت بهما الفرس بسرعة كبيرة، وفي أثناء ذلك صاح الوالد متأوها – وكان خلف ابنه – لأنه شعر بضربة في ظهره، وظنها ضربة رمح، فقال الولد لأبيه: لا تخف إنه ذنب حنيف!، وقد كانت حنيف من مكورات الشليل.