كريستا ليشتي-لاسير | ترجمة الأصالة
هل تقومون بعملية التشبية من أجل الحصول على فحل؟ أو ربما كنتم تخططون لتشبية الفرس خلال فترة الحمل “العادية” للحصول على مهر خلال فترة زمنية محددة. في كلتا الحالتين، عليكم التحقق من سلالة فرسكم، حيث تشير نتائج دراسة جديدة أجريت بواسطة باحثين ألمان أن نسب الأم يلعب دورا مهما ليس فقط في جنس الجنين، وإنما أيضا في طول مدة الحمل.
قرر العلماء في معهد ليندورف غراف لعلم الخيول، في نوستات، أن الحمض النووي للميتوكوندريا (الخلية المولطدة للطاقة) التي تنقل إلى الأبناء حصريا من الأم يؤثر على ما يبدو على جنس الجنين وطول فترة الحمل في الخيول. وحدد الباحثون أيضا إمكانية التوريث لكلا الجنسين وطول فترة الحمل في من خلال سلالة الفرس. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الحصول على ربط أو صلة في أي نوع من الثدييات.
تقول كرستين أوريتش أستاذة الطب البيطري بمعهد غراف ليندورف: “إذا كان البحث يجرى من أجل الآثار المترتبة على التوريث، فإنه يكون دائما مفيدا في حالة وجود صفات شديدة التباين، وهذا هو تماما الحال مع الخيول لأن لديها أطوال فترات حمل متباينة” وتضيف أيضا بقولها: “حقيقة أنه يوجد لدينا عدد كبير من الأفراس ومواسم تكاثر ذات ظروف بيئية ثابتة للغاية (لأن كل عمليات التشبية طبيعية في مزرعة الاستيلاد الوطنية بنوستات) منحتنا الفرصة للتوصل إلى مثل هذا الاكتشاف”.
حقق الباحثون في 786 عملية تشبية نتج عنها ولادة 640 مهرا حيا من 142 فرسا. معظم الأفراس يمكن تصنيفها وفقا لستة أنساب أمهات، في حين صنفت 23 من الأفراس في سلالة نسب أصغر وغير ذات صلة. تباين طول فترة الحمل ما بين 313-370 يوما، ولاحظ الباحثون اتجاهات محددة في الطول داخل كل سلالة أمهات. كما تأثر وقت الولادة بالأفراس نفسها كلا على حدة ( وفقا لجدولها الزمني)، و كذلك عمر الفرس، وسنة التشبية وشهر التشبية، و نوع المهر. تقول أوريتش إن الباحثين توصلوا إلى أن 48٪ من المهور الحية التي ولدت كانت من الذكور و 52٪ من الإناث. كما اكتشفوا اتجاهات محددة لنوع المهر داخل كل سلالة من سلالات الأمهات. وقالت إن عمر الفرس كان أيضا أحد العوامل التي لها صلة بنوع المهر. وبحسب أوريتش أيضا: “لأن الميتوكوندريا تنتج الطاقة في الخلية، فإننا نخمن أن نسب الأمهات من خلال الاختلافات في الحمض النووي يؤثر على إنتاج الطاقة والتمثيل الغذائي في المشيمة وبالتالي، بشكل غير مباشر، نمو الجنين (ومن ثم، وقت الولادة).
وأضافت أنه مع ذلك، لا تزال الآليات الكامنة وراء “تفضيل” المهور الذكور أو الإناث في إطار سلالة الأمهات تحتاج إلى شرح. وتقول إن الميتوكوندريا ربما تلعب دورا، مما يؤثر على عملية التمثيل الغذائي، والتي قد تؤثر على بقاء المهور من أحد الجنسين، ولكن هذه هي مجرد تكهنات في هذه المرحلة. وتمضي قائلة: “لعلنا لا نعرف أن أجنة الخيول الإناث لديها قدرة أفضل على التكيف مع ظروف الرحم بخلاف الأجنة الذكور”. وتزيد: “حوالي 20٪ من الأجنة المبكرة تنفق بسبب ظروف دون المستوى الأمثل داخل قناة التبويض و / أو الرحم”. وبالتالي، قد تفضل بعض سلالات الأفراس الموت التلقائي للأجنة الذكور بسبب ظروف الرحم التي تجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لها للبقاء على قيد الحياة.
وأضافت اوريتش أنه قد يكون هذا هو تقريبا تفسير النسبة المرتفعة للمهور التي تولد للأفراس التي تلد للمرة الأولى والأفراس المسنة. وتزيد: “نعلم أنه بالنسبة للأفراس ذات الولادة الأولى والمسنة تكون بطانة الرحم أقل قدرة على تغذية الحمل بخلاف الأفراس التي كانت لها ولادات سابقة (من الواضح، أن الرحم يستوى خلال فترة أول حمل للفرس)، أو في الأفراس الأكبر سنا مع تغيرات نسيجية (مجهرية) في الرحم. وهذا ما يفسر لماذا تبقى الأجنة الإناث على قيد الحياة أفضل في هذا النوع من الأفراس، وبالتالي، يحدث التحيز في نسبة جنس المهور الإناث”.
على المستوى العملي، يمكن لهذه الأبحاث أن تساعد المربين على اتخاذ قرارات أكثر استنارة عند اختيار فرس لإنتاج المهر التالي. ولعل إلقاء نظرة على اتجاهات سلالة الأم يمكن أن تعطينا فكرة حول احتمال وجود مهر ذكر أو أنثى، فضلا عن الوقت الذي ستستغرقه ولادة المهر.
و تضيف أوريتش: “في الأفراس ذات فترات الحمل الأطول، فإنه من العسير ولادة مهر في كل سنة بسبب تأخر الحمل، مقارنة مع الأفراس ذات فترات الحمل الأقصر بكثير”. “من الناحية الاقتصادية، فإن هذا بالتأكيد وضع غير موات.”
وتقول أيضا إن معرفة احتمالات المهور التي تولد لأفراس مسنة أو ذات ولادة أولى يمكن أن تساعد المربين في اختيار الفرس الملائمة لولادة فحل في المستقبل.
و تستطرد بالقول: ” بالنسبة للأفراس ذات الولادة الأولى تكون المهور في كثير من الأحيان أصغر مما هي عليه في الأفراس التي أنجبت بالفعل قبل ذلك لأن الرحم غير ناضج، ولذلك تنحو الأفراس ذات الولادة الأولى لإنجاب مهور صغيرة. فإذا كنتم تعملون على تشبية فرس لأول مرة أو فرسا مسنة فلا تلجؤوا إلى الفحل أو السائل المنوي الأكثر كلفة، فليس من المرجح أن تحصلوا على فحول ذات جودة عالية منها”..