خص الله سبحانه وتعالى الحصان العربي بصفات ليست في غيره، فاختلف في شكله وعدوه وطبعه، وجل صفاته، حتى تكوينه الجسمي جاء مختلفا عن بقية الخيول، فقد أثبتت الدراسات نقصان فقرات ظهره، وبالتالي قصر الظهر، وهذه مكرمة وليست منقصة، وقد أشادت كتب التراث العربي وقصائد الشعر العربي بقصر ظهر الخيول العربية.
دلت الدراسات التشريحية أن عدد الفقرات في الصدر والقطن والعجز والذيل عند الخيول من العلامات المميزة للسلالة الدولية. وقد تفردت الخيول العربية بفقرات أقل في أكثر من موضع في العمود الفقري، ولهذه الأسباب تشجع بعض مصنفي الخيل إلى جعل الحصان العربي في نوع منفصل عن كل الأنواع الأخرى التابعة لعائلة الخيول، وبشكل عام نجد ظهور الخيول الأخرى، فطول جذعها يشكل 96% من ارتفاعها من الحافر وحتى نهاية الحارك في الأعلى. وقد أجريت دراسات لمعرفة سبب قصر الظهر في الخيول العربية فتبين أنها صفة وراثية نموذجية، ومن الخطأ أن ينسب طول الظهر للخيول العربية. فبعض الباحثين يرى قصر الظهر في سلالة كحيلان والهدبان، بينما تبدو سلالة الصقلاوي وعبيان والحمداني بظهر أطول نسبياً.
ويعزى قصر الظهر إلى وجود فقرة ناقصة من عموده الفقري، فالفقرات القطنية عددها خمس فقرات بدلاً من ست في الخيول الأخرى، ويرى خبراء الخيول أن هذه الصفة صفة قديمة في الخيول العربية، فمومياء الحصان التي وجدت في مصر في قبور الفراعنة والتي يعود تاريخها إلى ما بين عامي 1435 – 1490 ق. م. وجدت فيها 7 فقرات في الرقبة و18 فقرة في الصدر و5 فقرات في القطن و14 فقرة في الذيل.
وقد أكد وجود الفقرات الخمس وغياب الفقرة السادسة البروفيسور أوسبورن “Osborn” في الخيول الأمريكية ذات الأصل العربي، ومن قبله العالم دارهان “Darhn” عام 1926م في هيكل عظمي لحصان عربي أصيل في كلية الطب البيطري في برلين. ولهذا عرفت الخيول العربية بذوات الفقرات الخمس والظهر القصير. وظلت هذه القضية تشغل أذهان الباحثين وعلماء التشريح الحيواني فترة من الزمن، فلجأوا إلى الأبحاث الإحصائية حيث قام كل من “جونز وبرغارت” عام 1971م و”سيشل” عام 1972م بدراسة عدة هياكل عظيمة لخيول عربية أصيلة، واستنتجوا بشكل عام أن كل الخيول العربية الأصلية فيها خمس فقرات قطنية، فمن بين 27 حصاناً أجرى عليها سيشل دراسته؛ وجد أن 13 حصاناً منها لها خمس فقرات قطنية، والباقية فيها ست فقرات قطنية، ومن المؤكد أن الأولى هي خيول عربية أصيلة.
وقد شكك البعض في هذه النتيجة وقالوا إن الفقرات الصدرية المحاذية للأضلاع في الخيل تزيد وتنقص، وحتى البشر يمكن أن يختلفوا في عدد الأضلاع، ولهذا جمعت الفقرات الصدرية والقطنية فوجدت في الخيول غير العربية “24” فقرة، وفي الخيول العربية “23” فقرة؛ “18” منها صدرية و5 قطنية. أما بالنسبة للأضلاع فالخيول ذوات الدم الحار غير العربية تمتلك 18 شفعاً من الأضلاع، بينما كل الخيول العربية تمتلك 17 شفعاً من الأضلاع فقط، أما عدد فقرات الذيل في الخيول العربية فهو متغير ما بين 18- 20 فقرة، وبشكل عام نجد في الخيول العربية ما بين 14-17 فقرة ذيلية.
إن هذه الخصوصية المتمثلة في نقص عدد فقرات الظهر والذيل تجعل الجواد العربي يحمل ذيله بتقوس وانحناء لطيف بعيداً عن الجسم، وفي حال الجري والمطاردة، فربما يرفع ذيله عمودياً أو يثنيه فوق الكفل، بينما تعجز الخيول غير العربية مجاراة الجواد العربي في هذه الخصوصية، ومما يؤسف له أن كثيراً من الخيول التي تعرض اليوم على أنها خيول عربية أصيلة تفتقر إلى محمل نموذجي للذيل، وفي بعض الحالات نرى الذيل فيها منطبقاً بإحكام على القوائم الخلفية ومع ذلك عدت من الخيول العربية.
بحث رائع جدا
احسنتم النشر وبارك الله فيكم
احسنت وهذا شي معروف عدنا في العراق
عمل رائع مشكورين على مجهوداتكم
موضوع جميل احسنت النشر
بارك الله فيكم
شكرا لك