يعطي الاحساس والشعور بترقب ولادة مهر جديد حماس كبير ولهفة لدى المهتمين بشؤون الخيل ومحبيها، لكن أحيانا يساورهم القلق حول سلامة الفرس الحامل وسلامة الجنين، خوفا من اجهاض الفرس والذي يحدث لاسباب مختلفة.
نعرض في هذا المقال أسباب الإجهاض المختلفة حتى يستطيع المالك والمربي تجنبها والحصول على مولود سليم ومعافى مع الحفاظ على سلامة الام لمواصلة عملية الإنتاج بإذن الله.
تعريف الاجهاض
الإجهاض هو طرد الجنين قبل الوقت الطبيعى للولادة، أما “المليص” فهو ولادة جنين ميت فى وقت الولادة الطبيعى .
أسباب الإجهاض “المعدية”
اهم أسباب الإجهاض هو الإجهاض الفيروسي، حيث تعد الأمراض الفيروسية من الأسباب المهمة لحدوث الإجهاض في فترة الأربعة أشهر الأخيرة من الحمل ومن هذه الأمراض الاصابة بفيروس التهاب الأنف والرئة الحمي والاصابة بفيروس التهاب الشرايين الخيلي الحمى، وفقر الدم المعدي الخيلي. إن الإجهاض الناتج من الأمراض الفيروسية لا يؤثر على خصوبة الفرس إذ يمكن أن تحمل بعد أعطائها راحة جنسية لمدة شهر أو شهرين. كما أن الأمراض البكتيرية تعد من أسباب الإجهاض في الأفراس. حيث تدخل المسببات البكتيرية إلى الرحم خلال موسم التشبية وكذلك قد تكون موجودة من جراء إصابة الفرس بالتهاب بطانة الرحم وتتكاثر خلال فترة الحمل مؤدية إلى تغيرات التهابية في بطانة الرحم والمشيمة، وعند تأثر مساحة كبيرة من المشيمة سوف يكون هناك نقص في الدعم الغذائي يؤدي إلى موت الجنين ثم الإجهاض.
والإجهاض الناتج عن الأمراض البكتيرية خطير لأنه يؤدي إلى نقص الخصوبة والعقم في الأفراس.أما عن المسببات الفطرية فتسبب الإجهاض في المراحل الأخيرة من الحمل، ومن الملاحظ أنها لا تؤثر على خصوبة الفرس ولا تحدث أي أصابات رحمية.
الأسباب الغير المعدية
تعد التوائم من الأسباب غير المعدية الشائعة لحصول الإجهاض في الخيول والذي يحدث عادة بين الشهر الثامن والعاشر من الحمل وقد يكون السبب في حصول الإجهاض هو عدم كفاية التبادل الغذائي بين الجنين والفرس لقلة المساحة السطحية المشيمية المتاحة لحالات التوائم.كما أن التغيرات التي تحدث في بطانة الرحم كالتليفات حول الغدد الرحمية التي تظهر في الأفراس المسنة ذوات الولادات المتعددة سوف تؤدي إلى تقليل قدرة الرحم على دعم الجنين إلى نهاية فترة الحمل وبالتالي سوف يحدث الإجهاض.
ايضا الظروف المناخية القاسية التي تشمل الانخفاض الشديد والارتفاع الشديد في درجات الحرارة تعد من عوامل الأجهاد التي تؤثر على قابلية جسم الفرس مؤدية إلى اضطراب في مجرى الفعاليات التناسلية وبالتالي حدوث ألإجهاض ومن عوامل الإجهاد الأخرى قلة التغذية والعطش وتناول النباتات السامة.
التهاب الأنف والرئة الخيلي
يتسبب في هذا المرض فيروس الحلا الخيلي1، وجميع أنواع الفصيلة الخيلية لها القابلية بالاصابة بهذا المرض، وتنتقل العدوى عن طريق التنفس او الابتلاع.
اما الاعراض، فان فترة الحضانة للفيروس تستمر من 10 أيام – 4 أشهر، ولا تظهر على الخيل المصابة أي اعراض تنفسية، وتكون المهور المجهضة قبل الشهر السادس ميتة او متحللة، اما في الأشهر الأخيرة فان المهور المصابة اما تولد ميتة او ضعيفة وتعاني من الصفراء وصعوبة التنفس ثم تموت خلال أيام من الولادة.
اما الفحص العيني للأجنة المجهضة قبل الشهر السادس تكون في تحلل شديد، والمجهضة بعد الشهر السادس تكون صفراء وهناك أنزفة دبوسية على الأغشية المخاطية، وبؤر مواتية بيضاء أو بلون الكريمة في الكبد، مع تجمع سوائل في التجويف البلوري.
اما الاعراض في المشيمة فانها تتميز بالاستسقاء مع عدم تمزق النجمة العنقية، وينزل الجنين ملتصقا بالاغشية الجنينية، فضلا عن الانفصال المبكر للمشيمة.
الاعراض خلال الفحص الميكرسكوبي
من خلال الفحص الميكروسكوبي يمكن ملاحظة استسقاء الحواجز داخل فصييصات الرئة وتخللها بخلايا وحيدة النواة، وأيضا وجود نتح ليفيني داخل حويصلات الرئة، وبؤر مواتية في الكبد واجسام احتوائية ايوسينية داخل الانوية، والاتهاب المشيمي المصلي الليفيني والتهاب أوعيتها الدموية، بالإضافة الى ذلك موات المراكز التوالدية في جميع الأنسجة الليمفاوية مع وجود أجسام احتوائية لفيروس الحلاء في الخلايا.
التهاب الشرايين الفيروسي الخيلي
تتسبب في هذا المرض عائلة فيروسات الشرايين، وكل الفصيلة الخيلية لها القابلية للإصابة عن طريق العدوى التنفسية والتناسلية. اما الأعراض فهي اجهاض الأفراس اثناء أو بعد فترة الحمى.
من خلال الفحص العيني يمكن ملاحظة سوائل مصلية مدممة في تجاويف الجسم، والتهاب وعائي في أعضاء الجنين مثل الكبد والكلى وغيرها. اما المشيمة فيلاحظ عليها التهاب وعائي، فيما يظهر الفحص الميكروسكوبي التهاب الشاريين.