حلوة هي اللغة العربية، وعظيمة لأنها لغة القرآن، وجميلة.. لأنها وصفت أعضاء هذه الكائنات الجميلة. فقد جاء في كتب الأدب والتاريخ ذكر ما يستحب وما لا يستحب من أعضاء الخيل العربية الأصيلة، ببلاغة ووضوح..
فقد ذكر أنَّ الرأسَ يُقالُ له النَّعامة، ويستحبُّ طولُ الأذنين، وشدَّةُ حدَّتهما، ولطفُ طيِّهما، وبُعدُ ما بينهما، وضِيْقُ مخرجِ سمعهما. ويُذمُّ إفراطُ الطولِ والعَرْضِ والغِلظ.
ويُستحبُّ في شَعرِ العُرْفِ اللِّين، ويُكرَهُ الكسب، وهو أن يميلَ أحدُ الأذنين إلى الآخر.
ويُكرهُ في الناصيةِ ذهابُ شعرها وقلَّته، ولكنِ اختلفوا في الغمَّاء، وهي المفرِطةُ في كثرةِ الشعر فقد كرهها ابنُ قتيبةَ وغيره. وقال أبو عبيدة: هي مستحبَّة.
ويُكرهُ غلظٌ خلفَ الأذن. وتُستحَبُّ قلَّةُ لحمِ الوجهِ، ورقَّته، ورقَّةُ قصَبةِ أنفه.
ويستحبُّ عرضُ الجبهة وعُريها من اللحم، ولصوقُ جلدها بها.
ويستحبُّ ضيقُ النقرةِ المنخفضةِ في العين. ويستحبُّ سعةُ حدقةِ العين وصفاؤها، وسموُّ طَرْفها. ويُكرَهُ في العينِ الزُّرقة، وعدمُ شدَّةِ السواد، وغِلظُ الجَفْن، وضيقُ البَصرِ وضعفه، والتي في بياضِها نُكتةٌ سوداء، أو في سوادِها نُكتةٌ بيضاء.
ويستحبُّ في الأنفِ أن يكونَ مصفَّحاً مثلَ الشَّممِ في الناس (وهو ارتفاع قصبة الأنف في استواء)، ويُكرهُ فيه تطامسُ قَصَبةِ الأنف، ويُكرهُ فيه الحبس، وهو أن يكونَ شِبهَ أنفِ البقر.
ويستحب في الخدَّينِ عَرْضُهما وإسالتُهما (الأسيل: الأملس المستوي) وعُريهما من اللحم، وذلك من علاماتِ العِتقِ والكرمِ الأصلي.
ويستحبُّ في الماضِغَيْنِ أن يَكبرا ويَغلظا.
ويستحبُّ في الشفتينِ رقَّتهما، ويُكرَهُ غلظُهما وقصرُهما
ويُستحَبُّ في الشدْقين سعتُهما.
ويُستحَبُّ في العُنُقِ الطول، وانتصابُ مقدمِ العنق، ويُكرَهُ انخفاضهُ ودنوُّهُ من الأرض، وقصرهُ وغلظه.
ويُستحبُّ في الصَّهوةِ – وهي مقعدُ الفارسِ- عَرْضُها. وكذا يُستحَبُّ عَرضُ القطاة، وهي مقعدُ الرِّدْف (وهو الذي يركب خلف الراكب)، وغلظها، ويُكرَهُ انخفاضه.
ويستحبُّ في الحِقو – وهو ما بين القطاةِ والظهر، أي موصِلُ صُلبه من عَجُزه- عرضه، وشدَّته، وكثرةُ لحمه.
ويستحبُّ عَرْضُ الوَركْينِ ولصوقُ الجلدِ بهما.
ويُستحَبُّ قصرُ الذنَب، ويُكرَهُ فيه العزل، وهو أن يقعَ على جانب. ويُكرَهُ أيضاً التواءُ عَظْمهِ ولحمه، والكشفُ، وهو أن يُرى ذَنبُه زائلاً عن دُبره، أشدُّ كراهية
ويُستحَبُّ رَهَلُ الصدر (يعني استرخاؤه) وسعةُ لبابهِ ورحبه، وعَرْضُ كَلْكَله وُجؤجؤهِ وضيقِ زَوْره (الجؤجؤ والزور بمعنى واحد، ويعني ملتقى عظام الصدر حيث اجتمعت، ويستحبُّ فيهما الضيق، كما جاء في بعض الكتب).
ويستحبُّ في الجوفِ – وهو ما ضمَّتْ عليه الضلوع- رَحبهُ وعِظَمه، ويُكرَهُ انضمامُ أعالي الضلوع، وهو عيبٌ يُقالُ له الهضم. قال الأصمعي: لم يسبقِ الحلبةَ فرسٌ أهضمُ قطّ، وإنما الفرسُ بعنقهِ وبطنه. ويستحبُّ طولُ بطنِ الفرس.