ما أبرك هذا المخلوق الذي ذكره الله تعالى في كتابه مرات عدة. إن الخيل لجديرة بالاهتمام، وبكل ما يتعلق بها، ومن ذلك تفسير الآيات التي ذكرت فيها. ومن هذا المنطلق؛ نرشف والقارئ الحبيب من الآية الثامنة من سورة النحل رشفات، لعلها تروي ظمأ الهواجر..
{8} وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
قَوْله تَعَالَى : ” وَالْخَيْل ” بِالنَّصْبِ مَعْطُوف , أَيْ وَخَلَقَ الْخَيْل. وَقَرَأَ اِبْن أَبِي عَبْلَة: ” وَالْخَيْل وَالْبِغَال وَالْحَمِير ” بِالرَّفْعِ فِيهَا كُلّهَا. وَسُمِّيَتْ الْخَيْل خَيْلًا لِاخْتِيَالِهَا فِي الْمِشْيَة. وَوَاحِد الْخَيْل خَائِل , كَضَائِنٍ وَاحِد ضَيْن . وَقِيلَ لَا وَاحِد لَهُ. وَلَمَّا أَفْرَدَ سُبْحَانه الْخَيْل وَالْبِغَال وَالْحَمِير بِالذِّكْر،ِ دَلَّ عَلَى أَنَّهَا لَمْ تَدْخُل تَحْت لَفْظ الْأَنْعَام، وَقِيلَ دَخَلَتْ، وَلَكِنْ أَفْرَدَهَا بِالذِّكْرِ لِمَا يَتَعَلَّق بِهَا مِنْ الرُّكُوب; فَإِنَّهُ يَكْثُر فِي الْخَيْل وَالْبِغَال وَالْحَمِير.
“وَ” خَلَقَ “الْخَيْل وَالْبِغَال وَالْحَمِير لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَة” مَفْعُول لَهُ، وَالتَّعْلِيل بِهِمَا بِتَعْرِيفِ النَّعَم لَا يُنَافِي خَلْقهَا لِغَيْرِ ذَلِكَ، كَالْأَكْلِ فِي الْخَيْل الثَّابِت بِحَدِيثِ الصَّحِيحَيْنِ، “وَيَخْلُق مَا لَا تَعْلَمُونَ” مِنْ الْأَشْيَاء الْعَجِيبَة الْغَرِيبَة.