بقلم: كارن برقز | ترجمة (الأصالة)
لعل أي مقال حول رعاية الخيول كنت قد قرأته فيما مضى اشتمل على سطر يقول: “توفير الكثير من المياه العذبة والنظيفة.” وعلى الرغم من أننا جميعا ندرك أن هذه نصيحة جيدة- وعلى أية حال تحتاج كل الكائنات الحية إلى هذا السائل البسيط والضروري- إلا أننا لا نميل إلى إعطاء الماء الكثير من الاعتبار كجزء من النظام الغذائي للخيول.
حقيقة الأمر هي أن الماء من أهم المغذيات، بلا استثناء. فبدون الماء تتوقف كل أنظمة الحصان تقريبا عن العمل وذلك للآتي:
- يساعد في تنظيم الحرارة (الحفاظ على درجة حرارة جسم الحصان)
- تليين المفاصل
- يساعد على تلطيف الجهاز العصبي المركزي
- لازم لكل من البصر والسمع
- يساعد في عملية الهضم
- يعمل كمذيب للسموم ويساعد على التخلص منها عن طريق البول والعرق
- ويساعد على الحفاظ على طبقة لون الجلد
ولإعطاء جانب أخر لأهمية الماء هب أن الخيول يمكنها البقاء على قيد الحياة دون طعام لمدة تصل إلى ثلاثة أسابيع، لكنها لا يمكنها البقاء على قيد الحياة دون ماء لمدة أقصاها 5-6 أيام فقط. وعلى الرغم من أن كمية الماء المتناولة تختلف على أساس مستوى الجهد المبذول، ودرجة الحرارة المحيطة، ومكونات النظام الغذائي، وعوامل أخرى، فإنّ الحصان الذي يبلغ متوسط وزنه 1000 رطل يحتاج إلى حد أدنى يتراوح بين 3-8 غالون يوميا.
الخيول سرعان ما تعاني الجفاف دون ما يكفي من المياه. وخلال 24 ساعة من الحرمان من الماء، فإنّها قد تخسر حوالي 4٪ من وزن الجسم جراء مزيج من التعرق والتبول، الروث، والتنفس. بعد 48 ساعة دون ماء، تفقد 6.8٪ من وزن الجسم ؛ بعد 72 ساعة، نحو 9٪ … وإذا كانت حرارة فصل الصيف واردة فإن ذلك الرقم قد يرتفع إلى 16٪. تشمل أعراض الجفاف: جفاف الأغشية المخاطية، تغور العيون، وفقدان الجلد لمرونته، وتباطؤ وقت امتلاء الخاصة الشعرية ويصبح ذلك واضحا عندما يفقد الحصان بالفعل 6٪ من وزن الجسم أو أكثر. عندئذ يكون الجفاف قد عاث فسادا على الأداء الرياضي للحصان وكفاءة جهازه الهضمي. كلا الوظيفتين تتراجعان بشدة في غياب المياه و قد يؤدي تراجع وظيفة الجهاز الهضمي بسرعة إلى المغص. في الواقع السبب الرئيسي في حدوث زيادات المغص من ديسمبر إلى مارس هو أن العديد من الخيول لا تشرب كمية كافية من الماء في أشهر الشتاء (في كثير من الأحيان بسبب تجمد إمدادات المياه).
على أن الشتاء ليس هو الوقت الوحيد الذي تتعرض فيه الخيول للمغص بسبب كمية المياه، ففي أي وقت يواجه فيه الحصان انخفاضا سريعا في استهلاك المياه فإنه يكون أكثر عرضة للمغص الانحشاري، لا سيما إذا كان جزءا لا بأس به من نظامه الغذائي من العلف الجاف. الخيول التي ترعى عشبا طازجا يمكنها الحصول على الكثير من احتياجاتها المائية من تناول العشب، ولكنّ التي تأكل القش أو نخالة المكعبات تحتاج إلى شرب الكثير من المياه بحيث يمكن لأنظمتها الهضمية تحريك العلف الجاف وتحويله إلى عجين سهل الهضم.
الأفراس الحوامل أو المرضعات (أو كليهما) لديها احتياجات زائدة للماء، ذلك إلى حد كبير لأنها تلبي احتياجاتها المتزايدة من الطاقة والبروتين من خلال تناول المزيد من التغذية، ولكن أيضا لأنها تفقد بعض الماء في سوائل المشيمة وفي إنتاج الحليب. على الرغم من أن المهور تستوفي معظم احتياجاتها من السوائل من خلال الرضاعة إلا أن معظمها يبدأ شرب الماء في سن أسبوعين فقط. انها عادة تبدأ في وقت مبكر وتستمر مدى الحياة.
السبب الآخر لفقدان الخيول للسوائل هو فقدان الماء الزائد عن طريق التعرق بسبب الحرارة والرطوبة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتمارين المجهدة. عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة تزيد الاحتياجات المائية بنسبة 3-4 مرات مع العمل. الخيول التي لديها إسهال أو تنظيف تعاني أيضا من الجفاف بسرعة كبيرة، وفقدان الماء في هذه الحالة يجعل من التنظيم الحراري صعبا ويؤدي إلى الحمى.
أيا كان السبب وراءه، فإن الجفاف حالة من الأفضل تلافيها. أسهل طريقة لضمان عدم حدوث الجفاف هي التأكد من أن الحصان دائما يحصل على الماء النظيف والعذب بغض النظر عن الطقس.