زار روح بن زنباع – وكان أحد أمراء الشام ووزيرا لعبد الملك بن مروان – زار تميما الداري يوما في داره، فوجده ينقي شعيرا لفرسه وحوله أهله، فقال روح لتميم: أما كان في هؤلاء من يكفيك، يعني أن أي واحد من أهل بيتك يمكن أن يقوم بهذا الأمر بدلا منك. فقال تميم: بلى ولكني سمعت رسول الله يقول: ما من امرئٍ مسلمٍ يُنَقِّي لفرسِه شعيرًا، ثم يُعَلِّقُه عليه إلا كتب اللهُ له بكلِّ حبَّةٍ حسنةً.
وقد جاء في كتاب نخبة عقد الأجياد في الصافنات الجياد للجزائري أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال إن قوله تعالى: “الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية” نزلت في علف الدواب. وعلف الخيل لم يرد في تقديره شيء عن العرب، وإنما هو بحسب عادة كل بلد، ومن المستحسن عدم الزيادة في كميته أو نقصه، إلا في بعض الأحوال، كفترات الحمل، والمرض وغيرها. وقد قيل إن العرب كانت تمرن الخيل على أكل قديد اللحم، فإذا أجدبوا ولم يتوفر الشعير وغيره، أطعموها منه.
قال النمر بن تولب حين وفد على النبيّ صلى الله عليه وسلم:
إنا أتيناك قد طال السفر نقود خيلاً ضمراً فيها عسر
نطعمها اللحم إذا عز الشجر والخيل في إطعامها الشحم ضرر
وللشعير نفع كبير لكل ذي ظلف، ويجب تنقيته ونقعه في الماء حتى يلين، ووضع قليل من الملح عليه، وأن تعلف صباحاً نصف ما تعلفه مساء، وأن لا تعلف حال التعب.