بقلم: عبدالله بن عبدالعزيز المقبل
التطور الطبيعي لأي حدث ان يبدأ غير مكتمل وغير ناضج .. و يقترب من الكمال و النضج مع مرور الايام و تكرار التجارب و تراكم الخبرات .. وهذا ينطبق على بطولات جمال الخيل .. فقد كانت في البدايات بطولات بسيطة تفتقر للكثير .. تطورت عاما بعد عام .. تجربة بعد تجربة .. ارتقت بمستواها و مستوى الملاك معها .. وكنا سعداء بهذا التطور وان كان بطيئاً متثاقل الخطوات .. ننظر إليه و نشجعه ونحاول دعمه كل حسب استطاعته .. و ننتظر اليوم الذي يصل فيه الى وجهته التي طالما حلمنا بها ..
وفجأة و دون سابق انذار .. اصيب التطور (مع الأسف) ب عرج مفاجئ .. و اصابه هذا العرج بحالة من الذعر والهلع .. فأخذ يجر قدمه العرجاء و يجري في الاتجاه المعاكس .. عائداً بنا سنوات و سنوات الى الوراء ..
و نحن ننظر اليه نظرات حزن و أسف و بكاءٍ على الأطلال .. حَزِنّا .. ونحن نشاهد جواداً يدخل ميدان العرض يجر قدمه المصابة جراً .. لا يقوى على الحركة في مشهد ضرب بعرض الحائط كل الأنظمة والقوانين في جميع منظمات الخيل العربيه وجمعيات الرفق بالحيوان .. بل ضرب بعرض الحائط جميع مشاعر المحبة والرحمة لهذا المخلوق المسكين ..
بكينا .. و نحن نشاهد الجميع صامتين لا احد يجرؤ على تطبيق النظام .. او مساعدة هذا الجواد المصاب .. كل ما استطاعوا عمله هو التشاور في الأمر .. و بعدها اكملوا هذه الكارثة الانسانية ..
ضحكنا .. ونحن نشاهد الدرجات تنهمر كالمطر و تكاد تقترب من العلامة الكاملة .. علماً بأن الجواد كان عاجزاً عن الوقوف أو المشي .. ناهيك عن الخبب المطلوب في ارض الميدان .. ونحن ننظر .. بين مصدّق ومكذّب .. أفعلا ما نراه أمامنا يحدث حقاً .. أم إنها أضغاث أحلام .. أو بالاحرى كوابيس ..
حدث ما حدث .. و فاز المصاب .. وانتكس التطور .. أصبحت اخشى أن نشاهد في قادم الأيام جواداً نافقاً يدخل الميدان مجروراً على الارض .. و يفوز .. أو على أضعف الإحتمالات يكون منافساً شرساً على المراكز الأولى ..
بل قد يصل الحال ب تطورنا الاعرج المُنتكس أن نصل الى مرحلةٍ لا يلزم فيها حضور الجواد الى الميدان لينافس و يفوز .. و تتاح خدمة توصيل الفوز الى الاسطبلات .. وتكون البطولات بطريقة (Home Delivery) حالها كحال مطاعم الوجبات السريعة ..
لم أعد أتعجب من شيئ .. ولا أستبعد امراً .. فكل شيءٍ جائز .. ولكني سأظل محباً وفياً لهذا المخلوق .. و سأظل اعمل ما بوسعي لعلاج عرج التطور .. وإعادته إلى الطريق الصحيح الذي حفرنا بدايته بأظافرنا في الصخر .. كما حفرنا بدايته و كنا معه في بداية الطريق .. سنكمل الحفر و ننظر اليه و نشجعه ونحاول دعمه كل حسب إستطاعته .. و ننتظر اليوم الذي يصل فيه الى وجهته التي طالما حلمنا بها ..
كلام جميل ابدعت اخوي عبدالله ??
أين اللجنة البيطرية ومركز الملك عبدالعزيز عن الأعرج …؟
اقدر لكم شفافيتكم وطرحكم الجريئ ربي يوفقكم ومن نجاح الى تفوق
نشكر طرحك الجرئ ?
وفقك الله لكل خير
فعلا الموضوع اصبح محبط لجميع الملاك