الحمل والولادة في الخيول .. متابعة وترقب – الجزء الثالث

في جزئينا الأول والثاني تناولنا بشئ من التفصيل؛ الولادة الطبيعية، وعسر الولادة، على التوالي، واليوم سيدور الحديث حول بعض المشاكل التي تطرأ على الأم وابنها بعد الولادة، بغض النظر عن كون الولادة طبيعية أم غير ذلك. سنسرد هذه المشاكل، حتى لا يتفاجأ بها البعض ظنا منهم أنها حالات مرضية لا علاقة لها بالولادة، وسنذكرها؛ ليعرفونها ويسعون إلى علاجها، بالتأكيد؛ بصحبة الطبيب البيطري، بقلوب مطمئنة، وأعصاب هادئة…

• إلتهاب الفرج

تظهر هذه الحالة بعد بضعة أيام من الولادة، عندما يكون الفرج في حالة تمدد ولم يتقلص ليصل إلى الحالة الطبيعية. وهذا يحدث إذا بقي شيء من الأغشية أو الأجزاء الأخرى بعد الولادة، أو ربما بقى جزء من الدم داخل الفرج، وربما يحدث الإلتهاب نتيجة استعمال بعض الأدوات غير المطهرة في عملية الولادة.
عند حدوث مثل هذا الإلتهاب وتصبح الفرس عاجزة عن الحركة، وتقل قابليتها للأكل، ويصبح جلدها يابساً، وتخرج سوائل من الفرج بلون شاحب وأحمر، كما ترتفع درجة الحرارة، وإذا لم تعالج بأسرع وقت، وذلك بإزالة القشرة الملتهبة، مع استعمال المطهرات والمضادات الحيوية؛ فقد تموت الفرس.

• إلتهاب المهبل

يتمزق المهبل فتلتهب أغشيته، وتصبح شفرتاه متورمتين بلون أسود داكن. إذا لم تعالج هذه الالتهابات سوف تنبعث رائحة كريهة من المهبل، وتصبح الفرس غير قادرة على التبول، وترتفع درجة حرارتها، ويزيد النبض. يفضل وضع لزقة مضادة للالتهابات

• إلتهاب الضرع

يمكن أن يحدث هذا الإلتهاب في أي زمن أثناء الرضاع أو بعد الفطام، وسببه زيادة كميات الحليب في الضرع، خصوصاً إذا كان المهر نشيطاً وأسنانه الأمامية حادة، أو إذا استلقت الفرس على أرض رطبة أو مبللة أو قاسية، أو حدثت أضرار في حلمة الثدي.
يلاحظ انتفاخ الضرع، وعند خروج الحليب يصبح لون الثدي شديد الحمرة وتبدي الفرس آلاماً حادة إذا أمسك أحدٌ بضرعها. في هذه الحالة تمنع الفرس عن الإرضاع، ويحلب الضرع لتقليل كمية الحليب الزائدة. كما يجب أن تعطي الفرس المضادات الحيوية.

• قلة كمية الحليب

تدر بعض الأفراس أحياناً حليباً غير كافي لمهورها. ولا يعني صغر ضرع الفرس قلة كمية حليبها. لكن إذا ظهر المهر في حالة جوع دائم، ولم تتحسن حالته، فمعنى ذلك أن كمية الحليب قليلة في ضرع الأم. وبالإمكان زيادة كمية الحليب في ضرع الأم بتحسين غذائها، وذلك باختيار أنواع من الأعلاف تساعد على ذلك، كالشوفان المطحون والذرة وغيرها من الأطعمة الغنية بالبروتينات. وهذا الغذاء الجيد يعتبر أفضل الوسائل لزيادة الحليب.

• إلتهاب سرة المهر

يسبب إلتهاب السرة تسمماً في دم المهر، ويحدث هذا الالتهاب إذا لم يعتن بالأم وجنينها عقب الولادة. وتبقى هذه الالتهابات كامنة، وتحدث عندما يتأخر المهر في استهلاك اللبأ الذي يلزم لتكوين المناعة في جسم المهر الوليد، ويعطى المهر في هذه الحالة حقنات مضادة ضد هذا الإلتهاب. وتظهر أعراض في السرة كالدمامل. وإذا لم يعالج المهر في الوقت المناسب فإن السرة سوف تتيبس، ويفقد المهر شهيته للرضاع، ويفقد القدرة على تحريك قوائمه الخلفية.

• بقاء العقي في جسم المهر بعد الولادة

العقي هو مادة تخرج من جسم المهر مباشرة بعد الولادة، وإذا بقيت ولم تخرج؛ فسوف تظهر على المهر علامات المغص وعدم الارتياح، ويبدأ بالتدحرج على ظهره بدلاً من الاستلقاء في حالة من الاسترخاء. ويحاول إخراج الروث دون جدوى، لذلك يجب إخراج هذه المادة بأسرع وقت.