أحد عشر شهرا، قد تقل بضعة أيام، أو تزيد مثلها؛ هي مدة الحمل عند الأفراس. إنها بالتأكيد فترة زمنية ليست بالقليلة، رفعت خلالها حالة التأهب الى الدرجة القصوى، انتظارا لوليد، أو أحيانا؛ توأما من الجمال، في ربيع من العام، هب نسيمه بردا وسلاما. إلا أن أقدار الله قد تأتي .. ليكون قبل الختام إجهاضا .. ورضا بقدر الله؛ نبين أسباب هذا الإجهاض، ونخوض في تفاصيله .. حتى تشرق شمس المستقبل على مهر مطل على الدنيا بأصالة وجمال..
الإجهاض عبارة عن إنهاء الحمل عند الفرس، حيث يتم بخروج الجنين في مراحله الأولية أو الأخيرة، ويمكن حدوثه في بداية أو أواخر الحمل. وتتراوح نسبة الحدوث بين 5 و 15 في المئة.
أما أسباب إجهاض الأفراس فتنشطر إلى نوعين؛ معدية وغير معدية..
الأسباب المعدية
تعتبر الأمراض الفيروسية من الأسباب المهمة لحدوث الإجهاض في فترة الأربعة أشهر الأخيرة من الحمل، ومن هذه الأمراض الاصابة بفيروس التهاب الأنف والرئة الحمي، والاصابة بفيروس التهاب الشرايين الخيلي الحمى، وفقر الدم المعدي الخيلي. وهذا النوع من الإجهاض الناتج من الأمراض الفيروسية لا يؤثر على خصوبة الفرس، إذ يمكن أن تحمل بعد إعطائها راحة جنسية لمدة شهر أو شهرين. هنالك أيضا الأمراض البكتيرية التي من أسباب الإجهاض في الأفراس، حيث تدخل المسببات البكتيرية إلى الرحم خلال موسم التزاوج، وكذلك قد تكون موجودة من جراء إصابة الفرس بالتهاب بطانة الرحم، وتتكاثر خلال فترة الحمل مؤدية إلى تغيرات التهابية في بطانة الرحم والمشيمة، وعند تأثر مساحة كبيرة من المشيمة سيكون هناك نقص في الدعم الغذائي يؤدي إلى موت الجنين ثم الإجهاض.
والإجهاض الناتج عن الأمراض البكتيرية خطير لأنه يؤدي إلى نقص الخصوبة والعقم في الأفراس. أما المسببات الفطرية فتسبب الإجهاض في المراحل الأخيرة من الحمل، ومن الملاحظ أنها لا تؤثر على خصوبة الفرس ولا تحدث أي أصابات رحمية.
الأسباب غير المعدية
تعد التوائم من الأسباب غير المعدية الشائعة لحصول الإجهاض في الأفراس، والذي يحدث عادة بين الشهر الثامن والعاشر من الحمل، وقد يكون السبب في حصول الإجهاض هو عدم كفاية التبادل الغذائي بين الجنين والفرس لقلة المساحة السطحية المشيمية المتاحة لحالات التوائم. كما أن التغيرات التي تحدث في بطانة الرحم كالتليف حول الغدد الرحمية الذي يظهر في الأفراس المسنة ذوات الولادات المتعددة، سيؤدي إلى تقليل قدرة الرحم على دعم الجنين إلى نهاية فترة الحمل، وبالتالي سيحدث الإجهاض.
هنالك عوامل أخرى خارج نطاق الأمراض قد تؤدي إلى حدوث الإجهاض، مثل الظروف المناخية القاسية التي تشمل الانخفاض الشديد والارتفاع الشديد في درجات الحرارة، حيث تؤدي إلى اضطراب في مجرى الفعاليات التناسلية وبالتالي حدوث الإجهاض. ومن عوامل الإجهاض الأخرى قلة التغذية والعطش وتناول النباتات السامة. بالإضافة للصدمات والسقوط، والاستخدام غير الصحيح للفرس الحامل، وتعريضها للأعمال الشاقة.
الأعراض:
عند الإجهاضات التي سببتها بعض الأمراض، فإن درجة الحرارة ترتفع بسرعة وتصل حتى 40 درجة مئوية، مع سرعة في التنفس، وفقدان الشهية، وتضخم في الأجفان، وسيلان الدموع، ثم إمساك ينقلب إلى إسهال شديد.
أحياناً يبقى الجنين الميت في الرحم، بما يسمى بالإجهاض (المخفي) غير الظاهر، ولا تكون هناك أية علامات أو أعراض، ولا تلاحظ من قبل المربي، وفيه تظهر دورة الشبق غير المنتظرة.
بقاء الجنين الميت في الرحم يجعله متفسخا، ثم يتقطع ويطرح بين الحين والآخر على شكل قطع صغيرة، أو يتحول إلى سوائل قيحية ذات روائح كريهة، وتظهر في مثل هذه الحالات أعراض فقدان الشهية، وارتفاع درجات الحرارة والضعف العام.
في كثير من الحالات يجف الجنين الميت في الرحم، ويبقى لفترة طويلة داخل الرحم، مما يؤدي الى عدم ظهور دورة الشبق، كما لا تظهر على الفرس أي علامات مرضية.
ما تجب معرفته هنا أن معظم الإجهاضات في النصف الثاني من الحمل أعراضها المرضية تكون ظاهرة وخطيرة، بحيث تهدد حياة الفرس الحامل، وفي مثل هذه الحالات تظهر علامات مشابهة لعلامات الولادة؛ كعدم الهدوء، والاستلقاء على الأرض، وأوجاع المخاض، وتضخم الضرع وغيرها.
أحيانا يكون طرح الجنين صعب جدا، أو لا يمكن طرحه, وكثيراً ما تبقى المشيمة حتى ولو طرح الجنين، مما يؤدي إلى نفوق الفرس، أو يسبب لها عقم دائم.
الوقاية:
للوقاية من الإجهاضات يجب تأمين الغذاء الجيد، وبكميات كافية، وأن يقدم للأفراس الحوامل العلف الذي يحتوي على الفيتامينات والأملاح الضرورية، كما تجب معرفة أن الفرس الحامل في الفترة الأخيرة من الحمل تزداد حاجتها بالنسبة للمواد الأساسية لنمو الجنين، ولها أيضا.
بعض الخطوات الواجب اتخاذها عند الإجهاض:
عند ظهور علامات أو حدوث الإجهاضات فأول خطوة ينبغي اتخاذها هي عزل الفرس المجهض عن باقي الخيل في أسرع وقت.
يجب إعلام الطبيب البيطري فوراً، وإرسال الجنين والأغشية المحيطة إلى المخابر لتشريحها لمعرفة الأسباب التي أدت إلى الإجهاض.
إجراء عملية تعقيم وتطهير للأماكن التي تواجدت فيها الأفراس المجهضة.