حفظت السنة النبوية للخيل مكانتها، فذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع، وحديثنا أعلاه؛ حديث صحيح رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضى الله عنهما. وقد جاء في بعض معاجم اللغة أن الأشقر من الدواب هو الأحمر حمرة صافية، يَحْمرُ معها العُرف والذنب. وقيل: الأشقر من الخيل نحو الكميت، إلا أن الأشقر أحمر الذيل والناصية والعرف. وجمع الأشقر شُقر. والعرب تقول؛ أَكرم الخيل وذوات الخير منها شقْرها. أما المعنى العام للحديث أن الخيل الشقراء تكون ميمونة، أي فيها خير وبركة.
وقد ورد الحديث بأكثر من رواية، من بينها (يمن الخير في شقرها)، و(ميامين الخيْل في شُقْرها).
وقد قيل إن العرب كانت تتشاءم بالفرس الأشقر، وكان مصدر هذا التشاؤم أن الأشقر كانت سرعته مفرطة في الحرب. ويروى أن لقيط بن زرارة كان في إحدى المعارك، على فرس أشقر فجعل يقول: “أشقر إن تتقدم تُنحر وإن تتأخر تُعقر” فصارت مثلاً. ويبين هذا أنّ شُقْر الخيل سراعها، وأن الأشقر إذا جرى على سرعته المعهودة، كان في الحرب أول الخيل التي تصل إلى العدو فيقتل، وإن أبطأ وتقهقر منهزماً، أتوه من خلفه فعقروه.
وقد أكد هذا المعنى الفرزدق عندما قال:
وتُضرب ساقاها إذا ما تولت
وأصبح كالشقراء تُنْحر إن مضت