أربعون ألف زائر وأكثر خلال أربعة أيام، رقم يكفي لتبيين مدى نجاح مهرجان الشرقية للخيل العربية الأصيلة 2018، هذا العدد الضخم من الناس قد جذبتهم فعاليات المهرجان، ووسعهم مكان المهرجان، الذي اعتبر الأول من نوعه في المنطقة. وقد وقف من وراء هذا النجاح رجال أوفوا ما وعدوا، ووسائل الإعلام تشهد على ذلك..
قلنا إن مجهود كبير بذل من إدارة المهرجان، فالمكان المخصص للبطولة من المهرجان لم يكن سوى مواقف للسيارات!، نعم مواقف للسيارات، وهذا الكلام موجه لمن أتوا وتابعوا، ولمن بقوا وشاهدوا عبر وسائل الإعلام المختلفة، حتى يدركوا مدى حجم الجهد المبذول.. فقد بدأت اللجنة المنظمة من الصفر، وقامت بتهيئة الموقع بكل ما يلزم؛ أرضيات، منصات، مدرجات، طاولات لكبار الشخصيات، إضاءه كافيه ، واسطبلات لإيواء الخيول المشاركة، وغير ذلك، حتى تغير المشهد تماما، وكأن عرش بلقيس قد أتي به إلى المدينة الرياضية بالخبر بالمملكة العربية السعودية. ولقد أشاد الحاضرون بحسن الاستقبال وروعة التنظيم، الذي صاحب المهرجان، حتى أضحي يشابه بل وينافس البطولات العالمية ، مع الاخذ بالإعتبار بإنها النسخة الأولى منه.
ساهم في إضافة مزيد من المتعة إلى المهرجان؛ مشاركة عدد من رواد الفن التشكيلي العالميين المهتمين بالجواد العربي، من خلال تخصيص معارض خاصة لعرض أعمالهم الفنية، بجانب المعارض المخصصة للصور الفوتوغرافية لعدد من الرسومات الصخرية التي تم اكتشافها في المملكة والعائدة لعصر ما قبل التاريخ.
وفقت الجنة المنظمة بتخصيصها أكثر من ١٠٠ كبينة للأسر المنتجة لعرض منتجاتهم وحرفهم على مدار الأربعة أيام للمهرجان، كما تم تخصيص أماكن للعائلات لمنحهم مزيدا من الراحة والترفيه، الأمر أضفى نكهة من الترويح على الزوار الذين لهجت ألسنتهم بالإشادة والتقدير لمن قاموا على هذا الحدث الكبير.
أما في الجانب الثقافي والتاريخي، فقد كان هنالك مساحة للندوات المحاضرات، شارك فيها نخبة من الأكاديميين والباحثين المحليين والدوليين المختصين بعلوم الآثار والشعر والأدب. وقد أقيمت ندوة قيمة كان الحديث فيها عن تاريخ الخيل وعلاقته الوطيدة بالإرث الحضاري والثقافي العريق للمملكة التي تزخر بالآثار والرسومات الصخرية النادرة المتعلقة بالخيل والعائدة لآلاف السنين، وقد شارك في الندوة التي كانت بعنوان (من هنا كانت البداية)؛.أكاديميون من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية.
لعل أهداف المهرجان قد حققت، فهذا رئيس اللجنة العليا للمهرجان خالد بن حسن القحطاني يؤكد – قبل انطلاق المهرجان – أن المهرجان سيُقام بمشيئة الله بصورة مبتكرة تعكس مدى أهمية وارتباط الجواد العربي بتاريخ المملكة العربية السعودية، وما وصل إليه الملاك السعوديون من تطور كبير وثقافة كبيرة في مجال اقتناء وإنتاج الخيل العربية الأصيلة. وقد جاء المهرجان بصورة مبتكرة..
وهذا نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان حمد بن قريعة يصرح لوسائل الإعلام قبيل انطلاق المهرجان على حرص اللجنة المنظمة في تفعيل الدور الثقافي والتاريخي لخيل الجزيرة العربية في المهرجان.
أما نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان عبدالعزيز محمد أبوكنان فقد قال إن اللجنة المنظمة عملت بجهد ووضعت الأهداف، من أجل جعل مهرجان الخيل العربية في المنطقة الشرقية واجهة سياحية للمنطقة بمشاركة الأسر المنتجة والفنانين وملاك الخيل. وها هي الخبر كانت وما زالت واجهة المملكة السياحية الشرقية..
مع هذا لاتخلوا فعالية من سلبيات سيما وهي التجربة الأولى للقائمين عليها، والنسخة الأولى منها، ولكن لاتكاد تذكر مقارنة بالإيجابيات، نذكرها بإيجاز للإستفادة منها لتؤخذ في الإعتبار من جميع منظمي البطولات ولتلافيها مستقبلاً :
- صغر حجم ميدان التسخين.
- بعض المنافع المخصصة لخدمة الخيل لم تكن بالشكل المأمول.
- إنخفاض مستغرب في مجموع درجات الخيل
- مقدمي الخدمة نساء في أماكن ممتلئة بالرجال.
- عدم جدولة استراحة خاصة لأداء الصلاة والإعلان عنها.
لعل مهرجان الشرقية للخيل العربية الأصيلة 2018، قد فرض نفسه ليكون مثالا يحتذى به، بخاصة في المنطقة العربية، لما صاحبه من جديد وتطور وابتكار، وشهادة من الزوار، فالأمر ليس بالصعوبة التي يراها البعض، فبشيء من الجهد والتدبير، وصدق الوعود؛ يصبح العسير يسيرا.. شكراً للقائمين عليها