في رمضان الخير، نكحل الأعين، في بضع دقائق، بكلمات حبيبة إلى القلوب، عن مخلوق كله خير وجمال.. خير معقود على النواصي. وخير في اللون كالأدهم والأشقر. وخَير في مال الْمرء كالمهرة المأْمورة… بشهادة خير الخلق نبي الله صلى الله عليه وسلم. وجمال مختلف أشكاله..
ارتبط اسم الخيل بالخير فتجول المحبون في حديقة (الخير) العربية الخلابة .. تذوقوا من ثمارها، واستنشقوا عطر أزهارها، واستظلوا بظلالها. بدا لهم من خلال خيرها؛ ما كان مستحقا لها من جمالها؛ أعين وآذان ومناخر ورؤوس، كلها جميلة، عوضا على قوة وذكاء وشجاعة ووفاء وجرأة، وصبر جميل..
ذكر جل العلماء في تفسير قول الله تعالى على لسان سليمان عليه السلام: (فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ) أن كلمة الخير هنا مقصود بها الخيل. وقد قيل إن خيل سليمان كانت من خير الخيل ومن أجملها، ولقد تحدث التاريخ عنها على هذا النحو، وأضاف إليها صفات أخرى كثيرة منها القوة والسرعة والطاعة.
اشتهرت بعض الحيوانات بجمالها، كالغزال بعينيه الواسعتين السوداوين، وأذنيه الطويلتين النحيلتين المدببتين، وشعره القصير الناعم، وعدوه السريع. كما اشتهرت بعض الطيور بألوانها الجذابة وريشها الناعم، كالطاؤوس والببغاء، وكل هذا الذكر على سبيل المثال، كلٌ تميز بميزة عن غيره. غير أن الحصان العربي الأصيل تربع على رأس قائمة الجمال بلا منازع، لأنه جمع أكثر من صفة، لأكثر من مخلوق، فقد أخذ من الظبي خاصرته، ومن النعامة ساقها، ومن الذئب انطلاقه، ومن الثعلب مشيه، كما جاء في وصف امرئ القيس.
وإن تحدثنا عن الأصوات وجمالها فسوف تطرب آذاننا لتغريد العصافير، وسجع القماري، وشدو الكناري، وغناء العندليب، وترنيم الحسون. لكننا بالتأكيد لن نتجاهل صهيل الخيل، هذا الصوت الرنان الذي تطرب له القلوب قبل الآذان. والصهيل ذاته تتجزأ منه أصوات اطلقها عليه العرب قديما؛ فالجلجلة تعتبر من أفضل أنواع الصهيل،حيث يخرج الصوت صافيا وفيه غنه. تليها الحمحمة، وهي صوت الحصان عند طلب العلف أو عند التعرف على صاحبه، وهو صوت حنين يرق له صاحبه. ثم اللجب، وهو صهيل بصوت مرتفع.
جئني يا صاحبي بكائن من أي فصيلة من الحيوان، اجتمع فيه خير كثير، وجمال في الشكل، وجمال في الصوت، وغير ذلك! لكن مهلا؛ لا تجهد نفسك، ودعني أريحك من تعب التفكير، وطول المشوار.. فلنفتخر جميعا بخيلنا العربية الأصيلة..
جزاك الله حبيبي هذا المقال جيد جدا