بقلم: آفي بليك | ترجمة الأصالة
منذ تطويع الخيول، وضع الناس أهمية كبرى على لون شعر الخيول، مما جعل سلالات معينة تعرف تقريبا بالألوان، إضافة إلى خلق اعتقادات وتصورات قوية حول العلاقة بين اللون والمزاج. وداخل مجتمع الفروسية، ساد هذا الربط لفترة طويلة فيما يتعلق بالخيول الكستنائية التي تشتهر بأنها “مجنونة”، أو صعبة المراس.
وعلى الرغم من أن العلاقة بين وجود طفرات في الجينات التي تؤثر على الخلايا الصباغية والتي تؤدي إلى اختلاف في لون الجلد والصفات الفسيولوجية والسلوكية، وعلى الرغم من أن هذا العلاقة ليست راسخة، إلا أنه أشير إليها في الأنواع الأخرى. ولذلك فإن صورة الحصان الكستنائي الجامح قد لا تكون مجرد حكاية عجائز. ومن أجل معرفة هذا الأمر أكثر، أجرى باحثون مؤخرا دراسة تهدف إلى الحصول على فكرة أفضل حول ما إذا كان أو لم يكن الافتراض بأن الخيول الكستنائية أكثر صعوبة في التدريب وأكثر عرضة للسلوكيات غير المرغوب فيها صحيحا.
دراسة السلوك
استخدمت الدراسة استبيان عبر الإنترنت على غرار استبيان تقييم وبحث السلوك في الكلاب لتقييم مجموعة واسعة من سلوكيات الخيول. ملاّك الخيول الذين أكملوا الاستبيان الذي كان يتألف من 90 سؤالا للتقييم السلوكي، لم يكونوا على علم بغرض الدراسة، وصممت الأسئلة خصيصا لتكون ذات طبيعة محايدة.
ركزت الأسئلة على وصف السلوك أثناء الترويض والتمرين، وكذلك السلوكيات نحو مختلف المؤثرات في بيئة الحصان ومتى يتم عزل الحصان من الخيول الأخرى. ومن بين أكثر من 900 من مالكي الخيول الذين استجابوا للاستبيان، تم إدراج 477 في الدراسة. وكانت المشاركات قاصرة على الخيول الكستنائية أو الكميت. استبعدت الفحول والخيول ذات الخصية المعلقة، لأنها لم تكن ممثلة تمثيلا تاما في المشاركة.
الدراسة تظهر نتائج لا تستحق
ليس من المستغرب على ما يبدو أن عمر الحصان، وسلالته ونوعه لها أكبر تأثير على تقييم السلوك. لم يكن هناك أي دليل يشير إلى أن لون الجلد يلعب دورا في سهولة أو صعوبة التدريب أو التعامل. في الواقع، لوحظ اختلاف كبير بين الخيول الكستنائية والكميت فقط في أربعة من الأسئلة. هذه الأسئلة تتعلق فقط بمدى استعداد الحصان للاقتراب من مجموعة متنوعة من المحفزات. كانت الخيول الكستنائية أكثر ميلا للاقتراب من الأشياء أو الحيوانات بغض النظر عما إذا كانت على دراية بها أم لا.
لكن حيث هناك إثارة، هناك غضب
في حين تظهر نتائج هذه الدراسة الأولية كشف زيف أسطورة أن الخيول الكستنائية عنيدة، إلا أنه يمكن أن تكون هناك صلة على أية حال. وبناء على نتائج هذه الدراسة التجريبية، فإن الباحثين يفترضون أن النمط الظاهري للكستناء قد نقلها إلى مستوى معين من “الجرأة”. أما الاهتمام والرغبة في الاقتراب من الأشياء المألوفة والغريبة فهي قد كانت ناحية مهيمنة في هذه الخيول المثيرة للجدل. وما إذا كان هذا يمثل فرقا صحيحا أم لا، فإنه لم يتبين حتى الآن، ولكنه إذا كان حقيقيا فيمكن أن يسهم في التصور بأن الخيول الكستنائية أكثر “جنونا” من مجرد كونها خيولا مختلفة لون الجلد.
هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتسليط المزيد من الضوء على أصل سمعة سوء السلوك المتعلقة بالخيول الكستنائية لكن حتى الآن يبدو أن ذلك نابع فقط من المستوى الطبيعي الزائد للثقة بالنفس.