بقلم المستشار الفروسي محمد بن عبد المحسن المسفر
تُعدّ الخيل سعودية الأصل و المنشأ رمزًا للهوية الوطنية، فهي ليست مجرد كائن حي ، بل جزءٌ أصيلٌ من تاريخ المملكة العربية السعودية. انّها امتدادٌ لخيل الجزيرة العربية التي نُقشت على واجهات الصخور منذ آلاف السنين ، نُحتت صورها و شُكِّلت في الحضارات العربية القديمة ، فظلّت شاهدًا حيًا على أهميتها.
كانت الخيل جزءًا لا يتجزأ من الثقافة العربية قبل الإسلام، حيث كانت عنصرًا أساسيًا في الشعر والقصائد، ورمزًا للقوة والشرف. ومع مجيء الإسلام، تعزز الاهتمام بها، فحثّ الدين الحنيف على تربيتها والعناية بها، مما زاد من مكانتها في المجتمع.
توالى اهتمام القادة بالخيل عبر العصور، وصولًا إلى أئمة الدولة السعودية وملوكها. فقد وحّد الملك المؤسس، عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه ، هذه البلاد على ظهورها، وكانت رفيقة رجاله في ملحمة التأسيس و رحلة التوحيد ، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من قصة المملكة العربية السعودية .
للحفاظ على هذا الإرث العظيم، لعب مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة دورًا حيويًا في تسجيل أنسابها وسلالاتها، مما ساهم في حماية هذه الثروة الوطنية. كما كان لمُلّاك الخيل سعودية الأصل و المنشأ دور كبير في تنمية أعدادها ، و طرق فرسان المملكة بحوافر خيلهم السعودية ميادين الأمجاد ليُظهروا إمكانياتها ، فصارت المملكة العربية السعودية اليوم أكبر مُنتج للخيل العربية الأصيلة في العالم.
إنها ثروة وطنية تحمل في طياتها تاريخًا عريقًا، وتعكس عمق الأصالة، مما يجعلها رمزًا حقيقيًا للهوية السعودية.



