تحتل الخيل العقول و القلوب ، في المصروف تتأرجح في كفة وفي الكفة الأخرى مصاريف الزوجة والابناء و السيارة والبيت و العَمالة ، وفي بعض الأحوال ( بل في أغلبها ) تشاطر الخيل الزوجة قلب زوجها و أحياناً أخرى تذهب بقلبه بشكلٍ مطلق … والوضع هذا يسري على الخيل بأسرها .. ولكن ماذا عن الخيل العربي ؟
للخيل العربي إرتباط وثيق بصاحبها ، فقد ورد ذكرها في القرآن الكريم و الاحاديث النبوية الشريفة ، وفي الأزمنة الغابرة كانت الخيل هي الوسيلة الأنجح في قلب موازين الحروب عندما تدور رحاها .. وضعها يوازي طائرة F16 أو F35 في زمننا الحديث، في الكَر و الفَر و في التكتيكات الحربية هي من يعول عليها ومن بعدها تأتي دواب الركوب الأخرى !!
أما في وقت السلم فهي مصدر الفخر لدى العربي و منبع قريحة أشعار فحول الشعر ، وليس ذلك فحسب بل سلبت ألباب غيرها من القوميات فقد استخدمها نابليون في حروبه و أدخلها الاوروبيون في سلالات خيلهم لتجويدها و إكسابها الرشاقة اللازمة كما فعل البولنديون و المجريون و الروس .
ولكن بعد هذه المقدمة المملة .. نتساءل لماذا أصبح سعر الخيل العربية في المتناول إذا ما قورن بأسعار الخيل الهجين !! الذي يباع و يشترى بعشرات الأضعاف في السعر ؟!!
في وجهة نظري المتواضعة و القاصرة والتي لا تعدو أن تكون الا وجهة نظر ، أعتقد أن هناك عاملان رئيسيان يمكن أن يكونا قد أثرا في خفض أسعار الخيل العربية :
نقل الأجنة :
أصبح بإمكان المربي أن ينتج ما يصل لأربع مواليد في الموسم الواحد ، الأمر الذي جعل بعض المربين يدخلون في دوامة التجريب العشوائي فإن نجح في أحد تلك الانتاجات إحتفظ بها والا عرضها للبيع بأثمانِ بخسة بغية التخلص منها و يعود ليكرر الأمر في الموسم الذي يليه و هكذا….. ، الأمر الذي ساهم في زيادة المعروض من الخيل العادية .
تجميد و نقل اللقاح :
في السابق عندما يكون هناك فحل منتج فإن المربين يتسابقون لنقل أفراسهم من إقليم الى إقليم ومن دولة لدولة لتشبيتها من الفحل الفلاني ، و لأن الأمر شاق و مكلف للغاية فإنه ينتقي أفضل أفراسه المنتجة لتشبيتها على ذلك الفحل ولا يغامر الا بالمنتجة من أفراسه ، الأمر الذي زاد من جودة الإنتاج وبالتالي زاد من سعر الخيل ، وقد يذهب بعض المربين الاذكياء ? لأبعد من ذلك ، حيث يغلق الفحل ولا يجعله متاح للتشبيه و بالمقابل يقوم ببيع إنتاجه فيتهافت الملاك لمزادات ذلك المربط بغية الظفر بأحد الانتاجات من الفحل .
وعلى النقيض من ذلك في الوقت الراهن أصبحت التشبيات المجمدة متاحة وسعرها في المتناول ( غالباً ) لذلك لن يتردد المالك في تجربة أي فحل على أي فرس مهما كان مستواها من الجودة أو مستواها في قوة الانتاج الأمر الذي زاد في أعداد المعروض من الجياد العادية .
ولكن الجواد العربي خالد من قديم الأزل و سيبقى ما بقيت الدنيا ، الا أن سوقها يمر بفترات قوة و فترات ضعف ، وقد تكون هناك حكمة من تدني أسعاره وذلك لزيادة إنتشاره و بقاء سلالته العريقة … وهذا الطرح لا يتنافى مع وجود بعض الخيل العربية بأسعار مرتفعة ولكنها لا تقارن بالخيل الهجين ( ثوروبريد ) .. فهل سيشهد الجواد العربي طفرة جديدة ؟؟ هذا ما نتمناه!!
طاب يومكم