بقلم: عمر آل يحيى الشريف
الموضوع جد مهم، والأمر خطير، ولماذا لا يكون كذلك وقد تعلق بأوامر الله جل في علاه. ودائما ما ننوي الحديث عنه، فينشغل البال، وينبري شيطان التسويف. ومن باب تذكير الملاك والمربين بعظم الأمر وعاقبته علينا؛ فإننا نقوم بالنصح، ونبدأ المشوار {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}. والأمل في الله، ثم في أحبابنا في مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة بديراب والإخوة من المرابط الكبيرة والمنظمين، والوجهاء الذين لهم كلمة علينا، في نجاح المقصد؛ كبير. فإنهم لو احتسبوا الأمر لوجه الله؛ بإذن الله، سيتغير الحال.
قال النبي صلى الله عليه سلم في حديث ورد في صحيح البخاري: (ليكونَنَّ من أمَّتي أقوامٌ، يستحلُّونَ الحِرَ والحريرَ، والخمرَ والمعازِفَ…). والمعازف المقصودة في الحديث هي آلات اللهو والموسيقى، كما أجمع المفسرين على ذلك. وقال النبي صَلَّى الله عليه وسلم: {كلُّ أمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرينَ ، وإنَّ منَ المُجاهرةِ أن يعمَلَ الرَّجلُ باللَّيلِ عملًا ، ثُمَّ يصبِحَ وقد سترَه اللَّهُ ، فيقولَ : يا فلانُ ، عمِلتُ البارحةَ كذا وَكذا ، وقد باتَ يسترُه ربُّهُ ، ويصبِحُ يَكشِفُ سترَ اللَّهِ عنهُ}. وها نحن أصبحنا نقوم بنقل بطولاتنا، بموسيقاها ومخالفاتها الشرعية، وعلى الهواء مباشرة!.
ما الذي يضر بطولاتنا لو خلت من منكرات الغناء والنساء وغيرها، خصوصا أن الحل موجود والبديل متوفر، حيث سيجد الشعراء والكتاب في بطولات الخيل العربية الأصيلة مناخا ملائما للكتابة والإبداع، وإحياء الموروث العربي الجميل، وستخرج لنا قصائد قد تعلق في أذهان عشاق العَرّاب أزمنة مديدة.
مع العلم أنه قد نجحت بطولات كانت خالية من هذه المنكرات، وهذه الأمور التي لا يقبلها الله تعالى، ولا تقبلها المروءة المعهودة فيكم يا أهل الخيل. ومما يدعو للأسف أننا كنا ننتقد الاجتماعات الصاخبة والحفلات الماجنة، واليوم أصبحنا نشاهد بعض البطولات التي تحتوي على الأغاني والموسيقى والدبكات وغيرها من المخالفات الشرعية. فهل إذا كثر المساس قل الإحساس؟!.
ويجب أن لا ننسى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو فرض كفاية لقوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه ِ}. وأتمنى أن يتبنى أصحاب المرابط الكبيرة والمنابر الإعلامية هذه القضية، وبإذن الله سيصل الصوت، ويستجيب المسئول. ونسال الله أن يكتب يثيب كل من سعى ويسعى للارتقاء بمجتمعنا وهوايتنا. وبإذن الله نحن معانون ومأجورون في حبنا لهذا المخلوق الجميل، وفق ما يرضي ربنا، وتمليه علينا أخلاقنا وقيمنا وعاداتنا وثقافتنا، ولعلنا نرى من أهل الخير والخيل وقفة صادقة، لا نستغربها على مجتمع الخيل، خصوصا أنهم أهل خير وفضل ومشهود لهم. فما زال الموسم في بدايته، وما زالت أمامنا الفرصة للتطوير والتعديل والرجوع للحق. فيا أخي صاحب القرار، ويا أخي راعي ومنظم البطولة: ثق أن هناك كثير من عشاق وملاك الجواد العربي، ومرابط كبيرة وعريقة لهم توجه قوي، وإنتاج مميز، وفكر، يتمنون الحضور والاستمتاع بالبطولة والمنافسات الشريفة، فلا تحرمهم، ولا تقلل من جمهور الخيل. فأولئك الذين عزفوا عن الحضور في الماضي، أسبابهم معروفة.
وإني على يقين بأن صاحب القرار يسعده بأن يكون له السبق والمبادرة في البطولات القادمة، لنيل رضا الرحمن، ولتلبية رغبات شريحة كبيرة من ملاك الخيل، وتشجيعهم على المشاركة والحضور، وبالتالي النهوض بخيلهم لمستويات عالية ومميزة.
صدقت
جزاك الله خيرا وكثر الله من أمثالك
ولا بد من التكاتف والتعاون على البر والتقوى
أحسنت