الخيول التي دربت من خلال الكثير من العمل الميداني والتواصل عن طريق الجسد، تعلمت التعرف على إشارات الأصابع بشكل أسرع من تلك المدربة عن طريق استخدام الطرق التقليدية.
ولعلنا ندرك أن الخيول يمكنها التقاط إشارات الإنسان الخفية ولغة الجسد. إلا أن نتائج الدراسات الأخيرة تشير إلى أن القدرة هي مهارة تتشكل في الواقع من خلال التدريب والخبرات السابقة للحصان مع البشر.
وفي تجربة جديدة، اختبر باحثون من جامعة ولاية فلوريدا وجامعة ولاية أوريغون تأثير أساليب تدريب الخيول على قدرتها على متابعة إيماءات البشر، حيث وجدوا أن الخيول المدربة كثيرا من خلال العمل الميداني وعلى التواصل الجسدي (على وجه التحديد من خلال طريقة باريلي) تعلمت إدراك إشارات الأصابع بشكل أسرع من الخيول المدربة باستخدام الطرق التقليدية.
وتقول الدكتورة نيكول. ر. دوري من جامعة فلوريدا :” إن صناعة الفروسية لديها أساليب تدريب متاحة لكنها مختلفة جدا عن بعضها البعض، وكنا نريد حقا المقارنة بين الطريقة التي تستخدم لغة جسد الإنسان مع الطريقة التي لا تستخدم ذلك، في تأثيرها على قدرة الحيوان على تتبع إيماءات الإنسان”.
وعمل فريق المدربة دوري مع مجموعتين من الخيول لديهما خلفيات تدريب مختلفة. تم تدريب نصف الخيول من قبل مدربين رسميين على طريقة باريلي من خلال عمل أرضي كبير يعتمد على تعرف الحصان على الإشارات القادمة من لغة جسد الإنسان، مثل حركات اليد والرأس، بينما تم تدريب النصف الآخر باستخدام أساليب التدريب التقليدية الأساسية، وهي التعزيز السلبي عن طريق الضغط / الإفلات ثم الانتقال بسرعة إلى الركوب على السرج واستخدام الشكيمة، حيث لا ترى الخيول الإنسان كثيرا.
عمد فريق دوري إلى تدريس 20 حصانا كيفية التعرف على أن المكافأة الغذائية سوف توضع في أحد الوعاءين بالقرب من منطقة اختبار صغيرة. وبمجرد أن يدرك الحصان أن الغذاء سوف يوضع داخل أحد الوعاءين فقط، تبدأ مرحلة الاختبار، حيث يشير السائس إلى الوعاء الذي سيوضع فيه الطعام (على نحو عشوائي يمينا ويسارا) وعلى الحصان أن يختار أي وعاء سيذهب نحوه.
تقول دوري: “استطاع حصان واحد- مدرب على طريقة باريلي- اختيار الوعاء الصحيح بإتباع الإشارات بمعدل نجاح أعلى من الصدفة وحدها خلال المحاولات الـ 10 الأولى”.
ويقول الفريق: ” كما أنه بعد المحاولات الـ 10 الأولى، أظهرت الخيول المدربة على طريقة باريلي مؤشر تعلم لم تظهره الخيول المدربة تقليديا، حيث إنها بدأت في التقاط العلاقة بين الإشارات وموقع المكافأة بشكل أسرع من الخيول الأخرى. وبنهاية التجربة كانت 90٪ من الخيول المدربة على طريقة باريلي تختار باستمرار الوعاء الصحيح، مقارنة مع 40٪ فقط من الخيول المدربة تقليديا.
تقول دوري: ” ربما تعلمت خيول باريلي بشكل أسرع لأن هذا هو ما كانت تدرب للقيام به وتنظر إليه ” وتضيف دورى: “لكن لا أعتقد أنه لا يمكن تدريب الخيول الأخرى أن تفعل الشيء نفسه. أنا واثقة من أن الخيول المدربة تقليديا قد تتعلم في نهاية المطاف، إذا كنا قد أعطيناها مزيدا من الوقت”.
و بحسب دوري أيضا فإن نتائج الدراسات أكدت نظرية أن الخيول لا تعرف بالفطرة إيماءات الإنسان، على الرغم من بعض الآراء التي تخالف ذلك”. وتقول: ” أشعر بثقة في القول أن الخيول لا تولد وهي تدرك إيماءات الإنسان”.
نشرت دراسة ” التواصل المتبادل بين الإنسان والخيول يتأثر بمختلف أساليب تدريب الفروسية “، في مجلة علم النفس المقارن وهذا هو رابط الدراسة، وهي باللغة الانجليزية: