نظمت منظمة الجواد العربي وجمعية الإمارات لمربي الخيول العربية دورة تثقيفية لمربي الخيول العربية في تحكيم جمال الخيل العربي هي الأولى من نوعها في المنطقة، وذلك على مدى يومين 10 -11 فبراير بفندق النوفوتيل بأبوظبي، بمشاركة عربية مكثفة استقطبت مربين من الإمارات والكويت والسعودية وقطر والبحرين ومصر وسوريا والأردن، وقام بتنشيطها وتأطيرها الفني الحكم والخبير الدولي عضو اللجنة التنفيذية في منظمة الجواد العربي الدكتور محمد مشموم. وتمحورت الدورة على توضيح الأسس والأهداف التي تبنى عليها عملية تقييم الخيول كمرحلة جوهرية في برامج التربية والتوجيه المستمر للإنتاج في مجال الخيول. وقد حاز موضوع مواصفات هوية الخيل العربي على حيز كبير من الجلسة الأولى التي تخللتها أطوار من الدراسة الوافية للبنية السليمة للخيل العربي بصفة عامة كوسيلة للركوب,
كما تم تخصيص جلسة كاملة لتدارس مرجعية الحكام في تقييم جمال وكمال الخيل العربي ونظم التحكيم على المستوى الدولي وإبراز المحاسن والحدود والمساوىء لكل منها مع التأكيد على أن الهدف الأساسي من تحكيم الخيول ليس تحديد النقط وتوزيع المراكز، بل هي محطة لتقييم برامج التوليد الخاصة بالمربين من خلال مجموعة من الخبراء داخل منظومة تحددها أدبيات ومرجعية معتمدة.
وعرفت هذه الدورة نقاشا صريحا ينم عن مدى تعطش المربي العربي للبحث عن أجوبة وتفسير مايجري على مستوى العروض والمسابقات عربيا ودوليا، بشكل منطقي دون اللجوء إلى تخمينات قد تضر المربي المبتدىء عندما يفقتد للخبرة في تحليل النتائج والتوجه العام للعروض.
وقد أثنى الحاضرون على منظمة الجواد العربي واعتبروا الدورة مبادرة جيدة تسد فراغا تكوينيا وحاجة ملحة لصالح مربي الخيول، وأكدوا على أهميتها وضرورة تكرارها في مختلف الدول العربية ضمن تنوع الموضوعات التي تخدم الثقافة العلمية نحو الخيل العربي وتطويره وفي كافة المجالات ذات الصلة بتربية الخيل.
وفي ختام الدورة سادت أجواء حوارية بروح الفرسان وانطباع عام بتجمع خاص لعشاق الخيل العربي الذين جاؤوا لصقل وسائل النظر والتمعن واستيعاب جمالية الخيل بشكل سليم. وتم عقب نهاية الدورة توزيع استمارة تقييمية أكد من خلالها الحاضرون على جودة التنظيم والوسائل الإيضاحية ومهنية مقدم ومنشط الدورة وأهمية المعلومات العلمية. وقد أثنى الحاضرون على الدور الهام الذي تقوم به منظمة الجواد العربي التي يرأسها الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز آل سعود في تعميق سبل التأسيس العلمي لمرحلة جديدة من التعامل مع قضايا الخيل العربي وخدمته، منوهين بالجهود التي تبذلها اللجنة التنفيذية للمنظمة وجمعية الإمارات لمربي الخيول العربية تحت إدارة الدكتور عصام عبدالله حيث استطاعت الجمعية وفي إطار دعمها المهني والمعنوي لمربي الخيول العربية إخراج الدورة بأفضل صورة في التنظيم.
وبموازاة الدورة التثقيفية التي قدمها الدكتور محمد مشموم، نظمت منظمة الجواد العربي بالتعاون مع جمعية الإمارات لمربي الخيول دورة لتكوين الحكام شارك فيها 11 مرشحا من دول مختلفة، حيث قدمت الحكم الدولي ومسؤولة الإنتاج والتوليد في مزرعة الورسان السيدة ديدرهايد ورشة نظرية حول وسائل وأسس ومعايير التحكيم في مجال جمال الخيل من خلال منظومة قوانين الإيكاهو. ولقيت الدورة الموازية استحسانا كبيرا من المشاركين الذي عبروا عن الإستفادة القصوى التي تمخضت عنها الدورة معتبرين ذلك خطوة هامة في تعزيز الحضور التحكيمي العربي في المستقبل.
محمد مشموم: تعميم المعرفة التي تخدم المربي العربي والخيل العربية
عبر الدكتور محمد مشموم الذي قام بتقديم وتأطير الدورة التثقيفية أنها كشفت عن حاجة ملحة لتعزيز الثقافة المتعلقة بالخيل العربي لدى المربي العربي. وقال إن المشاركين عبروا عن سعادتهم بالفوائد العلمية التي تعمق ثقافتهم النظرية وفهم حقائق ومقاييس التعامل مع الخيل العربي ومواصفاته الفيسيولوجية والجمالية. واعتبر مشموم الدورة مقدمة لخلق جيل قادر على المساهمة في تأسيس منهج واضح في تقييم الخيل العربي وتطويره، في إطار تكوين عال نسعى لتحقيقه في النظر إلى جمال الخيل العربي.
وأضاف مشموم أنه ” يجب تعميم المعرفة المتعلقة بالخيل ونقل الثقافة العلمية في تقييم الجمال إلى المربي العربي عوض أن تظل حبيسة في وجدان قلة من الخبراء، حيث لاينبغي احتكار هذه المعرفة في إطار قضية تهم الجميع. وسوف نسعى جاهدين إلى تكثيف هذا التوجه التنويري في قضايا الخيل العربي بما يخدم هذا الكائن الجميل الذي لايتجزأ من هويتنا، ويخدم المربي العربي الذي لا شك أنه سيرقى بتعامله مع أسس التقييم إلى تطوير النظر والإنتاج.
عصام عبدالله: دور محوري للإمارات في تكوين وتأطير الكوادر العربية
في تعليق لعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة الجواد العربي ورئيس جمعية الإمارات لمربي الخيول العربية الدكتور عصام عبدالله اعتبر أن الدورتين التثقيفيتين التكوينيتين قد حققتا أهدافهما بامتياز حيث تمكن المربون من إرواء تعطشهم لمعرفة الأسس والمعايير والتفاصيل المتعلقة بالنظر إلى الخيل العربي وجماليته.
وقال عصام عبدالله :” إن للإمارات دورا محوريا على مستوى الخليج العربي في إشعاع الكوادر العربية تكوينا وتأطيرا. وتأتي هذه المبادرة في سياق الجهود التي تبذلها جمعية الإمارات لمربي الخيول العربية وداخل منظمة الجواد العربي، واستجابة لطلبات ملحة ومتزايدة من المربين والمهتمين بالخيل العربية لولوج سلك الحكام الدوليين”. وأضاف أن الجمعية حاولت توفير كافة الإمكانيات والتدابير اللوجيستية للمشاركين حتى يتسنى لهم الإستفادة من هذه الفعالية في ظروف جيدة، فضلا عن انتقاء أفضل الخبراء الدوليين لتقديم الدورتين اللتين تكللتا بالنجاح لما يتمتع به الدكتور محمد مشموم والسيدة ديدرهايد من مرجعية علمية وتمكن ثقافي عال يخدم الخيل العربي والمربي العربي ووعي بالقضايا الأساسية التي تهم تطويره. ونحن على يقين بأن المساعي العربية لخدمة هذين العنصرين لايمكن إلا أن تثمر أطرا ذات كفاءة تساهم في إشعاع الحضور العربي على المستوى الدولي.