أذناب بمثابة أسلحة، ومعارف تدفئ الأعناق، ونواصٍ ما يزال الخير معقودٌ فيها .. اثنتان من هذه؛ حقوق للخيل، والثالثة صفة لازمتها، ووصفت بها في أكثر من موضع؛ وكلها بجملتها؛ بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جامع رفقا بهذه المخلوقات، عندما قال: “لا تقصُّوا نواصي الخيلِ ولا مَعارفَها ولا أذنابَها فإنَّ أذنابَها مَذابُّها ومَعارفَها دِفاؤُها ونواصيَها معقودٌ فيها الخيرُ”
فقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تقصوا نواصي الخيل ولا معارفها ولا أذنابها)؛ لا تقصوا أي لا تقطعوا، ونواصي الخيل هو ما يكون في أعلى رأسها من الشعر. ومعارفها جمع عرف بكسر الراء، وهو الشعر الذي في أعلى الرقبة، يسترسل إلى جهة اليمين أو إلى جهة الشمال. وقد جاء في لسان العرب أن عرف الفرس والدابة والديك وغيرها؛ هو منبت الشعر والريش من العنق، والجمع أعراف وعروف، والمعرفة بالفتح منبت عرف الفرس من الناصية إلى المنسج، وقيل: هو اللحم الذي ينبت عليه العرف.
وأذنابها هو الشعر الذي يكون في الذيل أو الذنب. و(فإن أذنابها مذابها) أي تذب بها الذباب والحشرات التي تقع عليها، بحيث تحركها فيطير الشيء الذي يقع عليها، فهي من الذب.
كَعَقارِبٍ قَد رُفِّعَت أَذنابُها وَالخَيلُ شائِلَةٌ تَشُقُّ غُبارَها
و(معارفها دفاؤها). أي فيها دفء لرقبتها. ومعنى: (ونواصيها معقود فيها الخير). وقد جاء في حديث آخر قوله صلى الله عليه وسلم: (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة؛ الأجر والمغنم). وقد ورد في النواصي أحاديث كثيرة. وفي الحديث النهي عن قص شعر الناصية والعرف والذنب، فقص هذه الثلاثة لا يترتب عليه أية مصلحة.