بقلم: إيما ماكسويل
في هذا الوقت في سوق تجارة الخيول العربية أتمنى لو أن شخصاً أثق به كتب لي وصفاً عن حصان بألف كلمة أفضل من أن أضطر لأخذ قرار بناء على صورة مأخوذه من قبل شخص لاأعرفه…..
كان التغيير أو التلاعب بالصور موجود في جميع الأنحاء حتى قبل العصر الرقمي (الدجيتال)، فمنذ عشرين عاماً تقريبأ لاحظت أن أحد المصورين الأمريكين كان يوسع عيون الخيول عن طريق التلاعب بالجفن ورسم الذيل بطريقة ليبدو أعلى. لقد رأيت العديد من صور الخيول العربية لمدة ثلاثين عاماً، فضلاً عن تصويرها بنفسي لمدة عشر سنوات، وقد أصبح من الضروري – خلال الخمس سنوات الماضية – تمييز الصور “الحقيقية” من تلك التى تم التلاعب بها.
إن عدد الصور المتلاعب بها التى يتم عرضها في الأماكن العامة فى تزايد كل عام. وهى ليست رخصة فنية، لأن قيمة الحصان العربى مرتبطة بشكله وتكوينه، لذلك لا يمكن إعتبار هذا الأمر إلا تزويراً – أن تقدم للناس منتجاً لا وجود له في الأصل. وليس لدي شك أن في مرحلة ما سيكون هناك قضية فى المحكمة عن حصان تم شراؤه بحسن نية على طريق صور متلاعب بها، سواء فيما يتعلق بالتلقيح أو بالحصان ذاته. ومع ذلك، فإنه من الصعب إثبات ذلك لأن كل زاوية يلتقط منها صورة مختلفة ثنائية الأبعاد لنفس الحصان وبعضها أكثر إرضاء من غيرها. إن التمييز بين زاوية جيدة وصورة متلاعب بها أمر صعب ومحفوف بالشكوك.
فإتهام مصور بتلاعب فى صور لمجرد أنه إلتقطها من زاويه جيدة هو إفتراء على المصور. ويجب أن نكون واضحين بأن تغيير الخلفيات أو الإضاءة أو إضافة بعض التأثيرات التي تغير ملمس العناصر في الصور لا تعتبر من الناحية التقنية تلاعباً فى التكوين العام وهذا لا يعتبر تزويراً، فكل هذه الأمور مقبولة ومن الممكن أن تعلم نفسك كيفية تمييز التلاعب. ليس عن طريق زيادة حجم الصورة والبحث عن الحواف الغير متجانسه فهذا لا ينجح – ولكن عن طريق تطبيق
بعض الأساسيات العامة. وكأنك تطور أداة خاصة بك تدلك على الأماكن المحظورة التى يجب عليك تجنبها ….. وعن نفسى فإنى واثقة بأنى أستطيع التمييز بين الصور المتلاعب بها و“الصور الحقيقية.” ولأنه من الصعب إثبات هذا الأمر فلا يمكنني الإعلان عن قائمتي علناً لأننى إذا كنت مخطئة فإنى اشهر بشخص ما. وإذا كنت على حق، فهو تزوير فى عالم الحصان العربى. إنها معركة مريرة. وأيضاً لا يمكننى الإعلان عن المصورين “النزهاء“، فإذا كنت مخطئة فسأساعد في إستمرار إحتيالهم وأكون أضر عمداً أي شخص تركته خارج القائمة التي ينبغي أن يكون فيها.
بالنسبة لي فهناك حوالي ستة مصورين تظهر أعمالهم بإنتظام في منشورات دولية عن الخيول العربية أثق بأعمالهم تماماً، وهناك أيضاً خمسة مصورين أتجاهل صورهم بشكل روتيني وأنتقل للصفحة التالية فى المجلة عندما أرى توقيعهم لأنني واثقة من أن أعمالهم تظهر تلاعباً وإحتيالاً بشكل متكرر. وليس هناك أي إستفاده لدى من رؤية صور الخيول المتلاعب بها حيث أنها لا تضيف إلى أى معلومات عن هذه السلالة. أما المصورين الباقين فلم أتوصل إلى قرار نهائي بشأنهم؛ فبعضهم يكاد يكون نزيهاً تماماً، ما عدا الصورة الغريبة التى تثير الشكوك، والبعض الأخر يكاد يكون “محتالاً” تماماً غير أنى أود التأكد قبل أن أتجاهل أعمالهم.
إذن، ما هى الأساليب المتوفرة للتمييز بين الإثنين؟ إذا كنت لا تريد أن تنخدع بصور وترتكب خطأ باهظ الثمن أعتقد أنه يجب عليك تثقيف نفسك. فصورة واحدة ليست دليلاً كافياً لإصدار أي حكم، ولكن يمكنك وضع الصور في مجموعات – مجموعة للحصان نفسه لمصورين مختلفين أو خيولاً مختلفة لمصور واحد.
في إيطاليا هناك مشكلة أساسيه فى التلاعب بشكل الرأس. فأنا أظل أرى رؤوساً أكثر جمالاً من الرؤوس الأكثر جمال التي رأيتها في حياتي على الطبيعة. وأود أن أستخدام (بيانيسيما) كمقياس ونأخذ في الإعتبار الصور الأكثر جمالاً التى رأيت فيها رأسها. عندما أرى رأساً أكثر تطرفاً من هذا فإنى أميل إلى الإعتقاد بأنها غير حقيقية. كما أقوم دائماً برؤية صور لنفس المصور وأقوم بحفظ كل الصور الخاصة به فى ملف.
ويمكن لشيء من الإحصاء التطبيقي المعقول أن يساعدك أيضاً على إصدار حكم. إلق نظرة على روؤس الخيول العربية في أكبر عرض يمكنك حضوره. ما هى نسبة الخيول ذات الرؤوس “رائعة الجمال“؟ ثم انظر إلى مجموعة من الصور للمصورين، فإذا كانوا يظهرون نسبة أعلى بكثير فى الرؤوس ” رائعة الجمال” من التى ترها في الواقع فى أفضل المنافسات، فإنها على الأرجح ليست صوراً فوتوغرافية، ولكنها رسوم كاريكاتورية تتظاهر بأنها صور. إلا أنه يجب عليك أيضا أن تكون حذراً عندما تحكم على الصور ذات الإضاءة الخلفية. فيمكن لصورة ذكية، ولكنها صادقة بإعطاء الإنطباع برأس مقعرة أكثر، وذلك بإستخدام الضوء الساقط على ناصية رأس الحصان، والعديد من أفضل المصورين يستخدمون هذا الأسلوب للإطراء. أما الصور التي تضاء من الأمام مباشرة وتبدو جميلة بشكل كبير، تلك هي التي يصعب تصديقها.
أكبر دليل على التلاعب بالصور هو أن المصورين غالباً ما يغيرونها بنفس الطريقة. الخيول الطبيعية هي نتيجة للعوامل الوراثية وهى تختلف قليلاً في كل شيء لذلك فهناك إحتمال لوجود مجموعة كاملة من الأشكال اللانهائية. إذا كنت تستطيع الحصول على مجلة قديمة قبل ظهور الصور الرقمية للحصان العربي فبإلقاء نظرة على مجموعة من أشكال الرؤوس ترى كل حصان يبدو مختلفاً. أما عندما تنظر إلى الصور “المفبركه” فإن شكل الرأس يبدو متكرراً. فيتم توسيع العينين إلى أسفل قليلاً فتكون جميع الخيول لديها أعين كبيرة منخفضة. ويتم قطع الرأس لإعطاء قليلاً من التقوس وتوسيع فتحتي الأنف لإعطاء شكل “البوق“. والنتيجة هي أنهم جميعاً يبدون متماثلين أو بينهم صلة قرابه على الأقل. لذلك، عند رؤيتى لصورة مشبوهة أضيف الكثير من الصور الأخرى لنفس المصور لهذا الملف وألقى نظرة على تلك الصور كمجموعة. فإذا كانت كل الخيول تبدو وكأنها ذات صلة ببعضها البعض، وكل حصان يصوره هذا المصور يبدو جميل…… فهو إحتيال. فإن كل سلالة لديها ‘متوسط‘ مختلف قليلاً بوجود إختلافات في مكان الأذن أو مكان العين وبروز الجبهة وشكل الأنف، وصدقوني كل المصورين يجب أن يلتقطوا صوراً لحصان عادي في وقت ما! وفي المقابل فغالباً تكون معلوماتي عن مصور لا يتلاعب بالصور مستنده الي تنوع وجوه الخيول التى يصورها، وأنا لا أهتم بما يفعلونه فى خلفية الصور أو تألق السطح فى أعمالهم فهذا شأنهم. فإذا وجدت صورة واحدة فقط إلتقطها مصور لحصان معين، وانتابني الشك، فسوف أستخدم جوجل للعثور على العديد من صور للحصان نفسه. وإذا أرسل شخص ما صورة لحصان وانتابني الشك، أطالب بصور أخذت فى وقت مختلف – عمر مختلف–، وغالباً هذا يعني أننى سأحصل على مصور مختلف، أو تصوير هواة. إن كان ينبؤك حدسك بأن هذين حصانين مختلفين، فأعتقد أنك غالباً على حق. لا تتخلص من الصور الأقل جودة أو جمالاً للحصان، حتى لو كنت تريد حقا أن تعجب بهذا الحصان، لأنها غالباً هى الصور الصحيحة للحصان. وسوف يخبرك الكثير من الناس بقصص عن خيول تتحسن كلما تقدمت في السن، وهذا حقيقي، فهم يفقدون بروز الأسنان تحت الفك وتحت الأعين. إلا أنها لا تتغير من حصان وجهه كالمسطرة إلى حصان ذى وجه مقعر جداً.
وأعتقد أنه من أمر صعب أيضاً على أصحاب الخيول الذين يريدون تصوير خيولهم. فإذا تعودت على الشكل المبالغ فيه، الغير موجود إلا فقط على شبكة الانترنت فمن الصعب جداً معرفة ما إذا كان المصور قد غير شكل حصانك، فإنك تريد أن يكون حصانك جميلاً جداً وأعتقد أن كثيراً من أصحاب الخيول يعتقدون فى صور تم التلاعب بها أنها مجرد زاوية جيده. ولا تعجبهم الصور من دون هذا التغيير الذي يغير الحقيقية. وكنت أعتقد أن صور العروض هي السبيل والبرهان الأكثر ضماناً للمقارنة الحقيقية، ولكنى في الآونة الأخيرة رأيت صوراً لخيول العروض تم التلاعب بها فى المجلات أيضاً.
وعندما يتعلق الأمر بالإعلان يجب أن نتذكر أن هناك الكثير من الناس الذين يناقشون تعديلات الصور مع بعضهم البعض، وأن المربين الأكثر خبرة في مجال الخيول العربية قد خلصوا الى حد كبير الى أناس معينين يثقون بهم. وإذا كان غالبية الناس يعتقدون أن صوراً لمصور معين ليست حقيقية، فسوف تضيع أموالك التي صرفتها فى الدعايه بإستخدام الصور المتلاعب بها من قبل هذا الشخص. وسوف يتم تجاهل إعلانك تماماً من قبل معظم الناس الذين يستهدفم الإعلان. والحصول على عدد كبير من التعليقات المليئة بالإنبهار والأثارة من متصفحى الفيسبوك لا يعوض هذا…