بقلم: سامانثا ماتوكس
هناك عدد قليل من محبي الخيول العربية في العالم غير مألوف لهم: زيتشي تيسن أو ” زي تي”. إن هذه الخيول قد حصلت على بطولات في مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى أنها تشكل حجر الزاوية في العديد من برامج التربية في جميع أنحاء العالم. فعلى مدى السنوات الـ 35 الماضية – منذ بدأت ” زي تي” جدياً– أدرجت العديد من الخيول العربية الأكثر شهرة في العالم في برنامج التربية، مما أدى إلى أن أصبحت خيول ” زي تي” ذات أنساب لامعة تتناقلها عبر الأجيال.
تقع مزرعة الأتالايا في قلب 2500 فدان من المراعي بالقرب من بوينس آيرس بالأرجنتين، وهي موطن الكونت فيديريكو زيتشي تيسن مالك مربط ” زي تي” للخيول العربية. هنا، حيث المراعى الواسعة، تعيش الأفراس، المهور والفحول حياة طبيعية، فهم يعيشون في قطعان كالحياة الأصلية للحصان العربي المرموق. إن الكونت فيديريكو زيتشي – تيسن هو الجيل التالي لعائلة
ذات تاريخ طويل في محبة الخيول، وعندما كان عمره 17 عاما، اشترى حصانه العربي الأول. ولكن ثبت أن عام 1976 كان هو العام الذي بدأ فيه جدياً إمتلاك وتربية الخيول العربية. وكان هذا هو العام الذي عقد فيه إجتماع WAHO منظمة الخيول العربية العالمية بسان فرانسيسكو فى الولايات المتحدة الأمريكية، والذى حضره الكونت . وقد إغتنم الفرصة حينما كان هناك لزيارة بعض المرابط في المنطقة المحيطة، بما في ذلك مزرعة الخيول العربية الشهيرة “جايني” بسانتا نيز، كاليفورنيا.
هناك لحظات محورية في حياة كل مربي وكانت تلك اللحظات بالنسبة للكونت فيديريكو زيتشي – تيسن، هي حينما أسرته خيول مزرعة ” جايني” ومظهرها المميز، والتي جعلته يشتري نسبة كبيرة من القطيع لتصبح هذه الخيول هي الخيول المؤسسة لمزرعته. وفعلاً، مدفوعاً بعاطفة قوية تجاه الخيول العربية عزم الكونت فيديريكو زيتشي – تيسن على بناء مجموعة من الطراز العالمي للخيول العربية والتوليد منها، فحصل على 60 حصاناً من مربط ” ماربخ ” في ألمانيا فضلاً عن عدد كبير من مربط” امبريال” للخيول العربية المصرية. وتطور برنامج تربية في المزرعة من هذه الواردات، المصرية وغير المصرية، واليوم، وصلت برامج التربية إلى الجيل 15 ، وحق للكونت أن يقول إن برنامج التربية هذا هو تابع لخط نسل زيتشي – تيسن، وليس المصري أو أي خط آخر. إن الخيول التى يربيها الكونت هنا في الأرجنتين لها طابعها المتميز تماماً مثل تلك التي رآها في مزرعة جايني في السبعينيات، مما يشير إلى أنه بالفعل حقق هدفه في تربية خيول على مستوى عالمي.
منذ البداية، كان لدى الكونت زيتشي– تيسن فلسفة واضحة لتربية حصان جيد: أن يكون ذا نوع ورأس جيد، ذا قوة وحركة صحيحة، وتوازن، وشكل جسدي جيد وسيقان مستقيمة . بالنسبة له، فالنوع هو أكثر من مجرد رأس جيد، إنه كل شيء في الحصان من أذنيه حتى رفعة الذيل. وفي حين أن الكونت زيتشي – تيسن يرى أن الخيول هي عمل فني حي، فهو أيضاً يصر على أنها يجب أن تحتفظ بحجم ومكانة وظائف حصان الحرب العربي القديم.
إن الوظيفة هي أيضاً أمر هام للكونت زيتشي – تيسن، فإن كل الخيول العربية التي توجد في المزرعة لا يتم إمتطاؤها فحسب، ولكن الكثير منها يستخدم أيضاً للعمل في مزارع الماشية التي يمتلكها الكونت. “بالنسبة لي، لا يمكن التضحية بالجمال من أجل الأداء”.. هكذا يقول الكونت..
“نحن نربي من أجل إنتاج خيول جميلة، ولكن تلك الخيول نفسها يجب أن تكون قادرة على الأداء تحت السرج، مع بقائها جميلة أيضاً”
بعد أن بدأت بنجاح برنامجها للتربية، أخذت مزرعة ” زي تي” إتجاهاً جديداً ومهماً في عام 1992 حينما إشترى الكونت الفحل الأزرق الخالد الشكلان (شاكر المصري x إستوبا)، وقد رأى من أيامه في الأرجنتين . وكان إنتاج الشكلان جيداً بشكل خاص مع خطوط النسل المصرية فقد أنتج زي تي شاكفانتازى (آر إتش لايت فانتازي ” سابقا” من باي شاه )، الذى حصل على البطولات الأوروبية الثلاثية كمهر في عام 1997 والفحل البطل في مسابقة جمال سكوتسدايل المرموقة في عام 2000 .
وفي الوقت نفسه الذي كان فيه الشكلان في مربط زي تي، كان الفحل اللامع لودجين الجمال (علي جمال x ليدرا الشكلان ) يقف أيضاً في المزرعة ويمكن أن يُرى تأثيره اليوم من خلال أبنائه وأحفاده .
كما تم إدخال دماء جديدة من خلال الفحول المصرية إمبريال مدين (مسعودx مدينة )، وأنازة الفريد (روميناجا على x بنت دينا) ومن بين إنتاجاتهم العديدة يجدر بنا ذكر الفحل فايق (أنازة الفريد x زى تي جمدوسة)، المهر البطل الأوروبي بالإجماع لعام 1998 والمهر البطل الإحتياطي للولايات المتحدة لعام 1999 في بطولة السلالة المصرية . وكانت إلى جانبه في بطولة الأفراس إبنة الشكلان زي تي شاكجامارا (زي تي جامارا سابقاً)، التي فازت بلقب الفرس المتفوقة، وهو اللقب الذي حققته مرة أخرى في العام التالى.
استمر الكونت زيتشي– تيسن في إستيراد واستخدام الفحول جديدة على مر السنين : باريس الجمال (على جمال x إف إف بافيل)، ريختر إم إتش (الهاليمار x فاسارا)، روميناجا بهجت (شيخ البادي x بنت مجيدة)، الشقيق الكامل لروميناجا علي، وآي بي ماجنوم ( ماجنوم سايكيX إيكوز لوف سونج)، الذي أنتج بعض الأفراس المميزة في المربط. وفي الوقت نفسه، كانت فحول الكونت الخاصة مستمرة في الإنتاج : زي تي ماجنانيموس (آي بي ماجنوم x رزي تي شاكمونتليت)، زي تي ماروتين ( مروان الشقب x زي تي لودجتينا) وزي تي شاكفانتازي وإنضم إليهم من الخارج الفحل أسعد (أنساتا حليم شاه x عروسة) وقد تم بيع زي تي فايق للبحرين، حيث سيواصل نشر تأثيره العالمي لجذوره الأرجنتينية.
كلما مرت السنوات على الكونت زيتشي– تيسن، كلما زادت عاطفتة للسلالة العربية وكلما زاد إحترامه في العالم.
إن البطل الحالي لبطولة سكوتسديل والبطل الإحتياطي لبطولة لاس فيغاس الفحل أبها قطر هو واحد من خيول كثيرة من مختلف أنحاء العالم لهم أمهات ينتمين لزي تي؛ هذا الفحل الأشقر اللامع هو نتاج زي تي لودجكالبا من لودجين الجمال ومن زي تي شاكالبا (الشكلان x كونتيس ألبا) وهو قصة تتكرر في جميع أنحاء العالم، فوراء الكثير من الخيول الناجحة – سواء في حظيرة التربية أو في حلقة العرض الأداء – يكمن فحل أو فرس تنتمي لزي تي. مثل الكثيرين، يفضل الكونت زيتشي– تيسن فائدة الأفراس عن جائزة قد يحصل عليها الفحل وبالتأكيد فإن إنجازات برنامجه للتربية على مدى الحياة هي أكبر شاهد على هذا.
قبل كل شيء، فإنه يحق للكونت زيتشي– تيسن أن يفخر بأنه على مدى السنوات الـ 35 الماضية، قد تمكن من تحقيق “نوع” خاص بمربط زي تي، تماماً مثل ” نوع” مزرعة جايني الأصلي الذي أنشأ الكونت مربطه إستناداً إليها كل تلك السنوات الماضية.
بالنسبة للكثيرين، فليس هناك زيارة لأمريكا الجنوبية تكون كاملة بدون زيارة مزرعة أتالايا لرؤية قطعان الأفراس الشهيرة التي تتجول بحرية في المراعي. والتطلع إلى ” حفنة” من الخيول التي رباها الكونت زيتشي– تيسن، وإنه لمن السهل أن نعرف لماذا!.