الأصالة | عبدالله المقبل
قبل عدة سنوات كتبت مقالا هنا في صحيفة الأصالة الموقرة كان بعنوان (النائحة المستأجره) تحدثت فيه عن فئة قليلة ظهرت في أوساط مجتمعات الخيل العربية .. أبواق تتحدث فيما لا تعرف .. و تفتي فيما لا تفقه .. و ذلك طمعاً في هدية او مكافأة من هذا الشخص أو ذاك ..
أما اليوم فيبدوا ان النائحة دعت أقاربها النائحات جميعاً حتى لم يبق في (ديار بني نيّاح) أحد .. فعلى صراخ النائحات و ارتفع في مجتمعنا الذي يفترض أن يكون مجتمع الرقي و الجمال. و يبدوا انهم صعبت عليهم طرق النجاح فوجدوا الحل في محاربة الناجحين .. والترويج انهم لم ينجحوا إلا بطرق ملتوية و ذلك بالتلميح تارة و بالتصريح تارة اخرى ..
هاجموا الملاك والمربين و المنظمين و الحكام و المدربين و العارضين والمنظمات .. بل وحتى المصورين ، وحاولوا شيطنة المنظومة كاملة .. و الايحاء بأن النجاح مرتبط بالتواطئ و الطرق الملتويه فقط .. وما ذلك الا ليبرروا فشلهم الذريع في انتقاء الخيل او إنتاجها .. و عدم قدرتهم في النجاح في أي مجال أو إتجاه يتعلق بالخيل .
ومن يتمعن في صراخ (النائحات) يجده يدور في فلكين لا ثالث لهما ..
الفلك الأول :
انا الخبير العلامة و الحَبْرُ الفهّامة .. فاسألوني واستشيروني و اجعلوا صدور مجالسكم لي انا وحدي .. والكارثه ان نظرت الى تاريخه وجدته صفرا مكعبا .. بل دون الصفر احيانا .. فلا تجد له بصمة في انتقاء الخيل .. او انتاجها .. او النتائج في اي مجال من مجالات الخيل .. بل ولا تجده يملك حذوة جواد .. ناهيك عن ملكية جواد .. ولا تكاد تجد له ذكراً الا صراخه الدائم و عويله المستمر .. واتهامته بالتصريح خفية و التلميح علنا لكل ناجح في اي مجال .. فالناجح عنده متهم .. حتى لو ثبتت براءته .. الصراخ والعويل .. والاتهام والتجييش .. هي القشة التي يتمسك بها ليقول انا هنا .
أما الفلك الثاني ..
اعطوني اموالا كثيره .. بسبب او بدون سبب .. سأملك خيل دون المستوى المتوسط واريدها ان تفوز في جميع البطولات و تحطم الارقام القياسيه و احصل من ورائها على جوائز ضخمه ثم ابيها باسعار فلكيه .. فإن لم يحدث ذلك فسأعلنها حربا ضرس و اهاجم في كل اتجاه و اطعن في الذمم .. اريد بطولات عالميه .. بجوائز عاليه .. دون ان تشارك فيها المرابط القويه .. و دون ان تتواجد فيها خيل بمستوى عالي … لكي افوز بجوادي المتوسط واحصل على الجوائز ثم أبيعه بمبالغ فلكيه لأنه (بطل عالمي) و (أسطوري) أو (خرافي) وغيرها من الألقاب التي لو نطقت لقالت أنا بريئة منكم ومما تدعون. معادله مستحيلة الحل حسب جميع قوانين الحساب والمنطق .. وما اسهل الاتهام دون دليل والطعن دون اثبات لمن تبرأت منه ذمته قبل لسانه .. نواح و عويل واتهام وافتراء .. جعل كثيرا من اطياف مجمتع الخيل تحاول قدر ما تستطيع تقنين علاقاتها و الابتعاد عن هذا المجتمع والاكتفاء بالتواجد من وقت لوقت لالقاء السلام والهرب سريعا بعيدا عن هذا الضجيج وهذه الغوغاء وهو يردد بينه وبين نفسه (يالله السلامه) ..
فالانسان الراقي بطبعه الفارس بأخلاقه .. لن يتحمل هذا العويل ولن يستطيع ان يجاريه بمثله .. فليس امامه الا الابتعاد عنه والدعاء لاصحابه بالهدايه .. ولو اراد الرد لرد وألجم .. وأخرس و أفحم .. ولكن يتمثل في قول الإمام الشافعي رحمة الله :
اذا نطق السفيه فلا تجبه – فخير من اجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه – وإن خليته كمداً يموت
اما انا فلا يمكنني ان اقول .. ردوا إلينا نائحتنا ..
فهي وان كان نواحها مزعجا .. الا انها تظل ارحم على مسامعنا و ابصارنا مما نراه و نسمعه مؤخرا ..
و ختاما اقول (يالله السلامه)
للأسف هم كثر يا أ. عبدالله و متواجدون في جميع المجالات الصحية و الثقافية و التربوية و الرياضية و غيرها.
من جد (يا الله السلامة).