أول ما يجذبك الى معرض الفرس بالجديدة؛ كثرة جمهوره بمختلف فئاتهم، الذين أتوا ليمتعوا أنظارهم بألوان من الفعاليات المتعلقة بالخيل والفروسية، من بطولات ومحاضرات وندوات وألعاب فلكلورية، و برامج للأطفال، بالإضافة إلى المعرض المصاحب، المحتوي على طرق البيطرة، والحرف التقليدية، كصناعة السروج والحدادة وغيرها. وتكتمل عناصر الجذب بذلك التنظيم المتقن اللافت للأنظار.
ومنذ انعقاد أولى دوراته عام 2008، دأب معرض الفرس بالجديدة على المساهمة في تطوير قطاع تربية الخيل، والعمل على نشر ثقافة الفروسية، مما جعله موعدا دوريا منتظرا، للقاء الجمهور بأهل الفروسية من مربين وملاك وفرسان وحرفيين وغيرهم، يلتقي أولائك بهؤلاء ليشكلوا لوحة بديعة مزدانة بألق الخيل العربية الاصيلة، تزداد جمالا عاما بعد عام، إطارها معرض الفرس، وعنوانها مزيد من التطور والابتكار.
وحتى يرتبط الجديد بالقديم، وحماية للتراث الثقافي المغربي المرتبط بالخيل؛ فقد تم هذا العام اختيار شعار “فنون الفروسية التقليدية” لهذه الدورة، ففنون الفروسية التقليدية أو (التبوريدة) هي استعراض يحاكي معارك التحرير واحتفالات الانتصار، يمتطي فيها الفرسان أجود الخيول، تكسوها سروج مزركشة ومطرزة، حاملين بنادق محشوة (بالبارود) وهو الذخيرة الحية. وتعود تسمية التبوريدة إلى استعمال البارود، ويرجع تاريخها إلى القرن الخامس عشر.
الجديد في هذا العام احتفاء المعرض بدولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف للدورة التاسعة، فللإمارات تاريخ كبير في الفروسية، شأنها شأن بقية دول الخليج والدول العربية، والتي تمتلك نفس تطلع المملكة المغربية لتطوير قطاع الفروسية.
أما الجديدة، فهي مدينة الاحتفال، وصاحبة الاسم؛ فقد كانت تعرف قديما بالبريجة، ثم المهدومة ولاحقا بمزكان. تقع وسط المغرب على ضفاف المحيط الأطلسي، وعلى شواطئها تكمن الطبيعة البرية، البدائية، البكر، والمحاطة بمجموعة من الهضاب الرملية المكسوة بأشجار الأكاسيا والميموزا التي تزيدها جمالا ورونقا.
فلذات الأكباد، لم يجهلهم المعرض، بل خصص لهم برامج سميت بفضاء الأطفال، فيها مما فيها؛ دروس أولية في ألعاب الفروسية، ورياضة البولو، وورش في الرسم تدور مواضيعه حول الخيل، وغيرها من الفضاءات الكثيرة التي ترسم الفرحة على الوجوه البريئة.
كم نتمنى أن نرى في السعودية، وفي بقية دول الخليج والدول العربية، مثل هذا المهرجان الضخم المزدحم بزواره والعاملين فيه، والذي تعددت فعالياته وبطولاته، لتشكل مزيجا يستهوي مختلف الأمزجة، ويجمع بين الماضي والحاضر، ليخلق مستقبلا تغدو فيه خيلنا العربية الأصيلة الجميلة.. أكثر جمالا.