الأصالة|
ظهرت وسيلة جديدة للعلاج يستخدم من خلالها المعالجون الخيول والتعامل معها لمساعدة المرضى الذين يعانون من مشكلات مثل الاكتئاب والقلق والتوحد، وفي الغالب تعد هذه النوعية من العلاج بدول أمريكا اللاتينية عملية مكلفة للغاية حيث ترتبط بنوادي الفروسية التي ترتادها النخبة وبالمؤسسات العسكرية، وتسعى الآن في أوروجواي مجموعة أهلية ذات تمويل محدود لإتاحة هذا الأسلوب العلاجي للقطاعات الفقيرة من السكان.
والمجموعة هي الرابطة الوطنية للتأهيل بالخيول هي منظمة غير حكومية كانت تعمل طوال الأعوام الست الماضية مع السكان الفقراء الذين يعيشون في ضواحي على مشارف مونتديفيديو عاصمة أوروجواي، خاصة مع العمال الذين يقومون بجمع وفرز القمامة ويستخدمون عربات تجرها الخيول في عملهم.
حيث يوجد ما بين 15 ألف و20 ألف حصان في المستوطنات الفقيرة المقامة على مشارف مونتديفيديو.
وتعمل الرابطة الوطنية للتأهيل بالخيول في مزرعة صغيرة في « إل برادو « وهي حديقة عامة تبعد بمسافة تقطعها السيارة في 15 دقيقة من وسط العاصمة، وقد جددت سلطات المدينة الحديقة وتنفذ الرابطة فيها أسلوب العلاج باستخدام الخيول بتطبيق منهاج يراعي المجتمع السكاني في كل منطقة، وتركز المجموعة على استراتيجيات العمل المجتمعي في مختلف مناطق الجوار.
ويطلب من المرضى دفع مساهمات صغيرة للغاية في حالة استطاعتهم في تكاليف العلاج مما يساعد على تمويل المشروع، ولا تحصل الرابطة على تبرعات عامة أو خاصة حيث أنه لا توجد دعاية واسعة حول نشاطها حتى الآن.
وانتشرت شبكة هافانا في دول مثل الأرجنتين والبرازيل وتشيلي وجواتيمالا والمكسيك ونيكاراجوا، وهناك هدف آخر وهو تشجيع الجامعات والمجتمع العلمي على أخذ العلاج بالخيول مأخذ الجد في الأبحاث.
ومن الناحية العملية في جميع دول أميركا اللاتينية لا يزال العلاج بالخيول أسلوبا يستخدم فقط في الدوائر العسكرية أو في نوادي الفروسية ذات التكلفة العالية والتي يتم انتقاء أعضائها.
كما تم ربط ركوب الخيل بمرحلة معينة من تاريخ أوروجواي خلال السنوات الأولى من عمر الجمهورية في القرن التاسع عشر، وتم ربط ركوب الخيل بالزعماء السياسيين الذين يتمتعون بالقوة في أمريكا اللاتينية التي يطلق عليهم لقب « كاوديلوس « وهي كلمة إسبانية تعني الزعيم القوي، أما بقية جموع الشعب الذين يركبون الخيول فهم من الفلاحين المعروفين أيضا بالشجاعة والجرأة والرغبة في العمل.